| المستخلص: |
أن لدراسة الطبيعة أهمية ضرورية وملحة بالنسبة للفنان، فهي التي تكون ذلك المخزون الطبيعي من حوله، والذي يشكل ذاكرته الفنية ويهذب له حسه التعبيري والذي يحتوي على كل تلك المثيرات التي يتفاعل معها ليكون ردود فعل تتمثل في الأعمال الفنية. وقد يكون هذا التأثير مباشراً من خلال المحاكاة المباشرة، أو غير مباشراً من خلال ذلك الإدراك التعبيري لها، وقد استمر هذا الصراع بين الإنسان والطبيعة حتى يومنا هذا، مما أدى إلى ثراء لا حدود له في إبداعات الفنانين وتنوع المدارس والاتجاهات الفنية. فظهرت العناصر الطبيعية في تناولها الجديد المليء بالمعاني والمشاعر متضمنة طاقات روحية؛ وذلك لاندماجها في علاقات جديدة، لذا فإن مفهوم الطبيعة اتسع ليشمل كافة الكائنات، وما يدور داخل هذه الكائنات من تفاعلات وعلاقات. وبذلك يتضح أن الطبيعة قد قدمت للفنان عناصره وأسسه التي يستطيع من خلالها أن يقدم عمل فني متكامل تشكيلياً وبنائياً، فهي مرجع مباشر يحوي كافة الإجابات على تساؤلاته. وعلى ذلك يمكن إجمال مفهوم الطبيعة في أنها الحقيقة العظمى التي تحيط بالإنسان وتتكون من الإنسان نفسه أولا ثم الجبال والأنهار والحيوانات والطيور والحشرات وغيرها، فالطبيعة هي كل ما أبدعه الخالق ولم يمتد إليها يد الإنسان. ولما كان الإنسان كأحد عناصر الطبيعة هو مركز الكون، الذي تدور حوله كل الأشياء وجعل الله الإنسان آيه من آياته العظمى الذي خلقه في أحسن صوره وكرمه واصطفاه على سائر الكائنات، ويقول الله تعالى (لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ). وهذا الاهتمام الرباني بالإنسان جعل منه مرجعية ومصدر ملي بالصيغ الشكلية والتناسبات الداخلية أو الخارجية، ولم تقتصر هذه الحبكة الشكلية على القيم التناسبية المتوازنة للشكل الخارجي فقط، بل امتدت إلى تفاصيله الداخلية التي انطوت على نظم وقوانين وانساق وعلاقات وتباينات جعلت منه مرجعية يمكن استخراج العديد من المناهج التصميمية التي تعتمد عليها. فقد أتاح العلم للفنان رؤية النظم والقيم الجمالية الكامنة داخل البنية الداخلية للمادة، ففتح له مجالات للإبداع الفني، ويقوم هذا البحث على دراسة أحد عناصر الطبيعة وهي أعضاء النظم البنائية لعين الإنسان وأجزائها الداخلية وما تحتوي عليه من أشكال وألوان وخطوط جمالية غاية في الدقة والجمال سبحان الله في خلقها . وتعتبر العين أحد العناصر التي تحوي على العديد من النظم البنائية بالكائنات الحية بشكل عام وعين الإنسان بشكل خاص وهي المحور الرئيسي للبحث الحالي.
|
