المستخلص: |
تعد هيئات الحكامة بالمغرب سلطات إدارية مستقلة مكلفة بمراقبة بعض القطاعات التي تحظى بأهمية خاصة، ضمن مسار سياسي واقتصادي مطبوع بالانتقال من الدولة المتدخلة بشكل مباشر في تدبير الأنشطة الاقتصادية إلى الدولة المنظمة التي لا تقدم نفسها كفاعل مهيمن بل كوسيط وحكم. وإذا كانت الإصلاحات التشريعية بالمغرب قد بوأت هيئات الحكامة والتقنين موقعا متميزا ضمن البناء المؤسساتي للدولة، فإن التجربة العملية قد أفرزت في بوادرها الأولية بعض الإشكاليات على مستوى ضعف تمثلها لمبادئ الحكامة، وتدخلها في عمل باقي السلطات، وخاصة انفلاتها من رقابة القضاء والمؤسسات المنتخبة. هذا المال قد يحرف طابعها المستقل لتنتقل من تشجيع ممارسات الحكامة الجيدة إلى "التحكم" المباشر في المفاصل الأساسية للتدبير العمومي، مما يحمل معه مخاطر تشکيل بنيات موازية للنظام التمثيلي.
|