المستخلص: |
تعددت العلاقات الوظيفية بين مدينة النجف والمناطق المحيطة بها، سواء تلك التي تعود لإقليمها الإداري، أو تلك البعيدة نسبيا التي تعود لأقاليم محافظات أخرى، الأمر الذي يؤكد قوة النفوذ الوظيفي واتساعه بشكل عام. وهو أمر وارد في مدينة تعد رئيسة مدن الإقليم ومركزه الإداري الرئيس، فضلاً عن تمتعها بأساس اقتصادي متين، لما تختص به من وظيفة دينية .. تجارية، تستقطب فيوضات كبيرة من المترددين من مناطق عدة، لاسيما من داخل البلاد. لقد تباينت قوة النفوذ الإقليمي للوظائف المتبادلة بين المدينة والمناطق المحيطة بها، لأسباب تتعلق بطبيعة الوظيفة التي يقوم بها كل منهما إزاء الآخر، الأمر الي حدد مديات النفوذ على الأرض، وبالتالي شكل الإقليم الوظيفي بشكل عام. فمن الأقاليم، على سبيل المثال لا الحصر، ما اقتصرت حدوده على المنطقة الكثيفة أو المماسة للمدينة، كما في تجارة التجزئة، ومنها ما شمل مناطق تعود لمحافظات أخرى، كما في إقليم خدمات التعليم العالي، وهكذا الحال بالنسبة لأقاليم الوظائف الأخرى، بين هذا وذاك، تشكل بمجموعها منظومة العلاقات الإقليمية المتبادلة بين المدينة والمناطق المحيطة بها من القرى والمراكز الحضرية، التي تتمثل بمجموعة الأفعال وردود الأفعال المتبادلة، والتي تنتهي بتكوين مركز إقليمي متميز وبهذا استمدت كل من المدينة والإقليم أسباب وجودهما ونموهما وتطورهما.
|