المصدر: | مجلة نهج الإسلام |
---|---|
الناشر: | وزارة الأوقاف |
المؤلف الرئيسي: | حداد، فايز سليم سمور (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Haddad, Fayez Salim |
المجلد/العدد: | مج 26, ع 98 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
سوريا |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
التاريخ الهجري: | 1426 |
الشهر: | أيار / ربيع الثاني |
الصفحات: | 120 - 126 |
رقم MD: | 353697 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
أسلط الضوء في هذه الإلمامة المتواضعة على رجل عظيم لقب بـ"إمام الدنيا" و"ركن الدين الركين".. إنه سفيان الثوري.. المجاهد المثابر الذي تعرض في حياته لشتى ضروب المحن والابتلاء، ولكنه مع كل ذلك صبر وتحمل. أسوته وقدوته في ذلك هو الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم). وسفيان الثوري مع هذه المحن لم يلن، ولم يحاب أحداً، بل كان دائماً يقول كلمة الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، كان أبو جعفر المنصور كثيراً ما يطلب الثوري لمقابلته، ويأبى الإمام ملتمساً الأسباب، ويسأله الناس في ذلك فيقول: ما يريد مني أبو جعفر؟ فو الله لئن قمت بين يديه لأقولن له: قم من مقامك فغيرك أولى به منك، ويلتقي سفيان بأبي جعفر في موسم الحج، فيقول سفيان له: اتق الله فإنما أنزلت هذه المنزلة، وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار. وأبناؤهم يموتون جوعاً! ثم يقول: حج عمر بن الخطاب فما أنفق إلا خمسة عشر ديناراً، وكان ينزل تحت الشجر، يقول سفيان: فقال لي: أتريد أن أكون مثلك؟ قلت: لا تكن مثلي، ولكن كن دون ما أنت فيه، وفوق ما أنا فيه، فقال لي: اخرج. ويذكر عبد الرزاق في مصنفه، أخذ أبو جعفر بتلباب الثوري، وحول وجهه إلى الكعبة فقال: برب هذه البنية (أي الكعبة) أي رجل رأيتني؟ قال: برب هذه البنية، بئس الرجل رأيتك، وأطلق يده، هكذا كان الإمام سفيان الثوري لا يحب التقرب إلى الولاة والسلاطين لأنه يعلم مدى الفتنة التي تلحق به، فآثر مرضاة الله على مرضاة غيره من العباد. |
---|