المستخلص: |
لم يعرف المنفلوطي (1876 – 1924) لغة غير العربية ولم يتعلم غير أدبها, ومع ذلك عرب أربعة أعمال أدبية في شكل روايات, لاقت نجاحات كبيرة لا تكاد تقارن - إلى الآن – في جميع أنحاء العالم العربي هي: (ماجدولين, أو تحت ظلال الزيزفون, 1917) و (فى سبيل التاج, 1920), وقد عربها عن أصل مسرحية تحمل العنوان ذاته (pour la couronne) للكاتب الفرنسي فرانسوا كويبه (1895), و(الشاعر أو سبرانو دي برجراك, 1921), التي ألفها مسرحية الكاتب الفرنسي Edmond Rostand عام 1898, و(الفضيلة, أو بول وفرجيني, 1923), نقلها عن رواية الكاتب الفرنسي Bermardin de saint – Pierre, وقد نقل المنفلوطي هذه الأعمال متوالية, ولكن ذلك بدا مزعجا لكثير من دارسي الأدب بوجه عام, ودارسي الترجمة بوجه خاص, ولابد هنا من معرفة سبب هذا الانزعاج, ومن الأولى أيضا – في هذا الصدد – أن نتبين محتوى نص المنفلوطي, ومن ثم عقد الموازنة بينه وبين ترجمة عمر أمين للنص نفسه مع مقارنة ذلك بالأصل الفرنسي لرواية (تحت ظلال الزيزفون) لمؤلفها Alphonse Karr وتمثل الإجابة عن التساؤل عن نوع نص المنفلوطي وطبيعة ما صنعه فيه محور هذا البحث, وذلك بالمقارنة مع النص الأصلي عند ألفونس كار. هل لنا أن نفترض أن صنيع المنفلوطي هذا قد عد – في وقته – وسيلة لنقل المعارف الأجنبية على غرار ما كان يحدث من تعريب أو تمصير للروايات وللمسرح العالميين؟ أعنى بهذا العمل الترجمة الأمينة لمحتوى النص الأجنبي, أم ماذا؟ وإن كان ذلك كذلك, فهل بقى التعريب مطلوبا في عصر نبحث فيه عن الترجمة الآلية؟ إن لم نقبل هذا كله, فماذا عسانا أن نسمى هذا اللون من نقل الآداب الأجنبية؟ أترجمة نسميه أم نقلا أم تأليفا أم ماذا؟ فلنعرض ذلك على ما بين أيدينا من مفاهيم معاصرة لنظريات الترجمة.ولنر ماذا تطرح من إجابات. \
|