المستخلص: |
لم تحظى الازدواجية اللغوية في اللغة العربية بالنصيب الكاف من البحث والتحليل، إلى أن تناولتها دراسة فيرجسون في عام 1959 م الموسومة بـ Diglossia. تناولت بعدئذ الدراسات من قبل الباحثين الأجانب والعرب لمعرفة الوضع اللغوي في العالم العربي وتقويمه، والخطر الذي تشكله الازدواجية اللغوية على اللغة العربية وتأثيرها السلبي على التعليم (المعموري، 1998). وقد لحظ أن هنالك إجماعاً بين الباحثين فيما يخص توزيع هرم الأصناف اللغوية، والذي تتصدر الفصحى رأسه وتأتي العامية في أسفله، وذلك وفق ما اقترحه فيرجسون، إلا أن التباين وجد في الأصناف اللغوية التي أضافها الباحثون لاحقاً بين قطبي الهرم، والتي أسهمت بدورها في توسيع الفجوة بين الفصحى والعامية، الأمر الذي نتج عنه صعوبة في وصف تلك الأصناف وعلاقتها وتداخلاتها مع الفصحى والعامية، فعلى سبيل المثال قام بعض الباحثين بوصف أنواع العربية المستخدمة في مصر، وتونس، والعراق (BadawiK 1973 و Mejdell ، 2006 ؛ Walters 2003 ، Altoma ، 1969 على التوالي. إلا أن وضع الازدواجية اللغوية في المملكة العربية السعودية لم يحظى باهتمام الباحثين سواء من الأجانب أو من اللغويين العرب، وبالتالي تحاول هذه الدراسة أن تسلط الضوء على الازدواجية اللغوية في العالم العربي بوجه عام، مع التركيز على أنواع العربية الموجودة في المملكة العربية السعودية، وذلك بعرض وتحليل الدراسات السابقة في الازدواجية اللغوية العربية. كما تقدم الدراسة أنموذجاَ مقترحاً يصف الوضع اللغوي في المملكة العربية السعودية، آخذاَ في الحسبان اتساع رقعة المملكة الجغرافية وخصوصيتها الدينية واللغوية وتركيبة مجتمعها القبلية ولاتي أسهمت في توليد أصنافاً لغوية فريدة متعلقة بالمجتمع السعودي، كما توصف الدراسة درجة التداخل بين الأصناف اللغوية في الأنموذج المقترح. \
Until its comprehensive and systematic treatment by Ferguson in 1959 in his seminal paper entitled "Diglossia", Arabic diglossia had almost been absent from the literature. Subsequently, researchers have evaluated the linguistic situation in different Arab countries, stressing the threat it poses to the Arabic language as well as its negative impact on education (e.g. Maamouri, 1998). While there is a consensus among Arab linguists on the two varieties suggested by Ferguson, namely the High (H) and Low (L) varieties with their defined functional complementarity, discrepancy is still found in the emergent Arabic varieties, thereby widening the gap between the Classical (H) and the Colloquial (L) to form a multi-level continuum that represents the varieties of Arabic in Iraq, Altoma, (1969), Egypt, Badawi (1973) and Mejdell, (2006), and Tunisia, Walters (2003). The present paper attempts to shed some light on Arabic diglossia with reference to Saudi Arabia, the largest country in the Gulf region, given that Arab linguists have given little or no attention at all to this particular issue. It also describes the relevant literature on diglossia in general and Arabic diglossia in particular and proposes a continuum of the diglossic situation in this part of the world. This new model delineates the size of the gap between the linguistic codes in Saudi Arabia that results from the immense geographic area and the diversified social structure of the Saudi society. The degree of overlap between different codes is shown. \
|