ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







صورة المرأة في المناهج الفلسطينية

المصدر: مجلة الدراسات الفلسطينية
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
المؤلف الرئيسي: أبو عياش، إسراء (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 65
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2006
الشهر: شتاء
الصفحات: 69 - 78
ISSN: 2219-2077
رقم MD: 477242
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

106

حفظ في:
المستخلص: تعتبر المناهج الدراسية مرآة تعكس نوع القيم والمفاهيم الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمهنية، التي ينوي أي مجتمع نقلها إلى الجيل الجديد. إن المقررات التي تمت دراستها جرى تحضيرها ونشرها من جانب الإدارة العامة للمناهج التربوية (مركز تطوير المناهج) في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وبالتالي يفترض فيها أن تعكس نوع القيم والمفاهيم التي تخطط السلطة الوطنية الفلسطينية، ممثلة بوزارتها، لنقلها أو خلقها لدى الأجيال المقبلة. يظهر تحليل هذه المقررات بصورة واضحة، وعلى الرغم من أن مقررات اللغة العربية للمرحلة الأساسية الدنيا (التهيئة) لا تخلو من صور غير تقليدية للمرأة، أن مستوى ظهورها لا يرقى إلى الحد الأدنى المطلوب للتغير في صورتها النمطية. لا تكاد المرأة تظهر في نصوص المنهاج أو صورة كقوة منتجة، أو عاملة في مجال العمل الإنتاجي الذي يحتاج إلى قدرات عقلية أو فكرية عالية، إنما يرتبط عمل المرأة بالمهن الإنسانية كالتمريض والتدريس، أو بالمهن التي لا تتطلب قدرات عالية مثل الزراعة، أو بالمهن التي ترتبط بوظيفتها كربة بيت بكلمة أُخرى: إن عمل المرأة يتعلق بكل ما هو عاطفي وبسيط، بينما عمل الرجل يتعلق بكل ما هو فكري أو عقلي أو حتى بطولي. إن هذه الصور النمطية للنوع تقلل من ثقة الفتاة بنفسها، كما أنها تفرض وتحدد مسبقاً نوع السلوك والدور والتخصص الدراسي والمهنة المتوقعة من الفتاة وحتى الفتى على حد سواء، الأمر الذي يحد من إمكان اكتشاف الفتيات والفتيان كل قدراتهم الممكنة، وهو ما سينعكس على نوع المشاركة الاقتصادية والمستقبلية وكمها. إن وظيفة المنهج أن يطلع الطلاب على أنواع المهن والأدوار الاجتماعية الممكنة أو المرغوب فيها في المجتمع، لكن ليس من وظيفته أن يقرر مسبقاً من هو المتوقع أن يقوم بهذه المهن أو الأدوار إذا أراد أن يستثمر الإمكانات البشرية لهذا المجتمع استثماراً كاملاً، بصفتها المورد الأساسي الذي يتوقع أن يعتمد عليه في تنميته الاقتصادية، تماما مثلما هي الحال في المجتمع الفلسطيني. إن هذه الدراسة تفسر نزراً قليلاً من أسباب تخلف المرأة عن أخذ الأدوار المطلوبة التي تجعلها تشكل نصف المجتمع حقاً. إذ نلحظ أنه ما زال هناك فجوة واسعة بين النظرة التقليدية إليها وبين التجديد في السياسات تجاهها، وفي مقدمها السياسات التعليمية. ومن السهل بمكان أن نرد هذا إلى تقليدية المجتمع. ونقصد بذلك قوة التمسك بالعادات والتقاليد، والتشبث بالقديم على حساب الجديد. فثمة عادات قديمة، لكنها لم تفقد وظائفها، لأنها متأصلة في التراث والثقافة، وتدخل في تكوين الشخصية الاجتماعية (العربية) الفلسطينية. كذلك يمكن أن نردها إلى البنية الأبوية للمجتمع (العربي) الفلسطيني. كما يجب أخذ المتغيرات التاريخية والدينية والتربوية والسياسية في الحسبان. فقد أدت العادات والتقاليد، وما زالت، دوراً حاسماً في مقاومة التغيير وفي إعاقة أو إفشال كل المبادرات التجديدية، الأمر الذي أدى، وسيؤدي، دوراً مهماً بالنسبة إلى وعي المرأة لدورها، وما يترتب عليها من أدوار اجتماعية يجب أن تمارسها كونها تمثل نصف المجتمع. إن هذا الاتجاه لا ينطبق على المدرسة كمؤسسة اجتماعية فحسب، بل يتعدى ذلك أيضاً إلى جميع المؤسسات الخاصة بالتنشئة الاجتماعية، وخصوصاً الأسرة ووسائل الإعلام والثقافة التي تساهم في صقل وعي المرأة. أمّا مؤسسات التعليم العالي (من جامعات وكليات وغيرها) فإنها زادت في عدد حملة الشهادات العليا من دون أن يرافق هذا التغير الكمي تغير نوعي في وعي المرأة، ونسبة مشاركتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية؛ إذ لم تقم هذه المؤسسات، حتى الآن، بالدور المتوقع منها في التغيير الاجتماعي. إن التغير في مؤسسات التعليم العالي هو تغير في الكم والشكل على حساب النوع والمضمون. إن الحياة داخل الجامعة أو الكلية غير الحياة خارجها، كما أن التنشئة الأسرية تتعارض مع المدرسة، وهما بدورهما تتعارضان مع وسائل الإعلام والثقافة وغيرها من المؤسسات. وهذه الفجوة بين الواقع والثقافة، أو هذه الازدواجية، حالت بين المؤسسات الاجتماعية وبين أداء دورها في تغيير الوعي الاجتماعي لدى المرأة، الأمر الذي عمق الهوة بين المرأة والمجتمع، ويقدم تفسيراً لبعض¬ الأسباب التي تقف وراء ضعف مشاركة المرأة في القيمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ISSN: 2219-2077
البحث عن مساعدة: 788490