المستخلص: |
تتعرض هذه الدراسة لإشكالية غياب أو ضعف الوعي والممارسة الاستراتيجية في مختلف المنظمات في العالم العربي ومنها مؤسسات التعليم العالي. وتستهدف الدراسة بشكل رئيس الإسهام في بلورة إجابة مبدئية لسؤال محوري مفاده: هل يعود ذلك الغياب أو الضعف في مؤسسات التعليم العالي - كنموذج- إلى عوامل ثقافية أم بحثية (علمية)؟ ومن ثم فالدراسة تجتهد لأن تسهم في تحديد الأسباب المحورية لتلك الإشكالية، والتي من شأنها توليد عدد من الأمراض المختلفة في جنبات مؤسسات التعليم العالي. وتتناول الدراسة بنظرة تحليلية فرضيتين اثنتين هما: فرضية غياب الوعي بالمستقبل لدى الإنسان العربي، وفرضية إن المكون الثقافي سبب محوري لإشكالية ضعف الوعي والممارسة الاستراتيجية العربية. وفي خضم مدارسة تلك الفرضيات تشير الدراسة إلى بعض المفردات الثقافية التي ربما تقودنا إلى تحديد أهم العوامل التي جردت المنظمات العربية من الإيمان بحتمية التنبؤ الذكي بالمستقبل والاستعداد الجيد له من خلال بلورة رؤى مستقبلية طموحة وجذابة وإعداد الدراسات الاستراتيجية – باعتباره شرطاً رئيساً في تحقيق النجاح والريادة في عالم يتسم بدرجة عالية من التعقيد وسرعة مذهلة في التغيير والتطور. وقد خلصت الدراسة إلى أن مشكلة العالم العربي في الإدارة الاستراتيجية مشكلة ثقافية بالدرجة الأولى وليست مشكلة بحثية أو علمية. وتستعرض الدراسة بعض الأمراض المستشرية في جسد مؤسسات التعليم العالي في العالم العربي مع إيضاح أبرز أسبابها وأعراضها واقتراح طرق مبدئية للاستشفاء منها. وقد انتهت الدراسة إلى تحديد ثلاثة من أمراض الاستراتيجية العربية: - ضعف الإيمان بالعمل الاستراتيجي في تلك المؤسسات. - شيوع النمط الإداري على حساب النمط القيادي في تلك المؤسسات. - ضعف الدعم التنظيمي الحكومي للعمل الاستراتيجي. وأكدت الدراسة على أهمية تبني المنهج الكيفي لاستكشاف بنية الخلل الثقافي في محيط الاستراتيجية العربية في محاولة لنزع الخمائر التي يتشكل فيها ذلك الخلل، وأوصت الدراسة ببلورة طرق عملية لرفع منسوب الإيمان بضرورة التنبؤ بالمستقبل والاستعداد الاستراتيجي له، من خلال تنفيذ برامج تدريبية عالية الجودة للقيادات الإدارية في تلك المؤسسات، كما أوصت بإدخال مسألة استشراف المستقبل في العملية التعليمية في العالم العربي لتدريب الطفل العربي على عمليات الاستشراف. وأخيراً أوصت الدراسة بإصدار دورية علمية محكمة للدراسات المستقبلية والاستراتيجية مع تركيزها على المناهج الكيفية والنقدية.
This paper discusses the problem of the lack of awareness and good practice of strategic management in Arab organizations, and more specifically in higher education institutions. The purpose of the paper is to find out a tentative answer of the key question: Is such a lack due to the cultural problematic factor or research (i. e. scientific) problematic factor?. Thus, the paper aims at determining the core causes of the problem and to present its main symptoms. The paper adopts the descriptive analytical methodology in the light of what the paper has called "Cultural Diagnostic Approach". The paper suggests a new model to be used in diagnosing the cultural factors which might affect the phenomenon under investigation. After showing how strategic management is so crucial in all academic institutions, the paper concludes that this lack might be attributed to the cultural problematic factor and lists three key diseases of Arab strategy: (1) Poor beliefs in the importance of strategy. (2) The dominance of managerial approach over leadership approach in higher education institutions, (3) The lack of support of strategic management by Arab governmental bodies. Finally, some recommendations have been put forward and can be of value to both future research and Arab academic and cultural institutions. Among these recommendations, the paper calls attention to the significance of conducting qualitative, and not quantitative, studies to explore more deeply the cultural problematic factor, and it places heavy emphasis to raise the awareness of Arabs of studying, predicting and shaping the future according to their Arab Islamic Civilization Project through training programmes for managers and leaders in education institutions and curriculum development in different levels in the educations system.
|