المصدر: | مجلة العلوم التربوية والنفسية |
---|---|
الناشر: | الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية |
المؤلف الرئيسي: | نظمي، فارس كمال عمر (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 104 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
العراق |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الصفحات: | 205 - 254 |
ISSN: |
2077-8694 |
رقم MD: | 513770 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن تأريخ التطور الاجتماعي للإنسان يمكن توصيفه بأنه كان على الدوام انتقالاً عسيراً ومتعثراً من اللاالتزام إلي الالتزام، من اللاأبالية إلي الاهتمام، من الرؤية الفردانية الضيقة إلي الرؤية الجمعانية الرحبة، ومن البحث الذاتوي عن المنفعة الآنية إلي الوعي المتبصر بأن الجميع مسؤولون اجتماعيا عما يصيب بعضهم البعض من نفع أو ضرر. فأصبحت المسؤولية الاجتماعية اليوم عقيدة أخلاقية تؤمن بأن أي كينونة فردية أو جماعية ينبغي أن تكون ملزمة بالتصرف بما يعود بالفائدة على المجتمع في إطاره الواسع. وقد ثبت علمياً أن العلماء النشطين الذين يوطدون علاقتهم بالمجتمع ينجزون بشكل أفضل من الناحية الأكاديمية من زملائهم الآخرين غير النشطين، كما ثبت أن المجتمع أو البيئة الحافزة على العلم تكون مهيأة بشكل أكثر لتبني المشروعات العلمية. إن أحد الشروط الأساسية للأكاديمي منتج المعرفة، يتمثل بالقدرة على التطبيق الأصيل للمعرفة بعد استيعابا والعمل على تبيئتها. فإلى أي حد يوفر تعليمنا العالي العربي هذه القدرات؟ توجد قناعة في الأوساط الاجتماعية والأكاديمية في الوطن العربي مؤداها أن إدارة الجامعات تفتقر إلي الكفاية وأن غالبية الجامعات العربية تعاني من وضعف ارتباط التعليم العالي بمتطلبات التنمية وسوق العمل، وقلة تفاعل التدريسيين بمؤسسات الإنتاج والخدمات في المجتمع، وابتعاد الأطاريح والرسائل الجامعية في موضوعاتها عن قضايا المجتمع ومشكلاته. وفي العراق أيضاً، يلاحظ أن أكاديمي علم النفس يعانون من اغتراب أكاديمي عن الحياة الاجتماعية ومن ضعف الشراكة التأثيرية والتأثيرية التي تجمعهم ببقية التنظيمات الدولتية والمجتمعية كالقطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني. ومن هنا جاء البحث الحالي ليحاول الإحاطة ميدانياً بهذه المعضلة. فلتحقيق أهداف البحث جر بناء مقياسين احدهما لسلوك المسؤولية الاجتماعية والآخر لدافعية المسؤولية الاجتماعية، يتألف كل منهما من (37) فقرة، جرى التحقق من صدقهما العاملي وثباتهما. وبعد تطبيقهما على عينة مؤلفة من (40) أكاديمياً عراقياً متخصصاً بعلم النفس، من النوعين، ومن حملة شهادتي الدكتوراه والماجستير، اختيروا من جامعات عراقية عديدة، استخلصت مجموعة من النتائج والاستنتاجات، أهمها: • إن سلوك المسؤولية الاجتماعية لدى الأكاديميين النفسانيين في العراق يعد متدنياً، وتبلغ نسبة انتشاره (15%) وبالمقابل فإن دافعية المسؤولية الاجتماعية لديهم تعد مرتفعة، وتبلغ نسبة انتشارها (80%). • إن العامل الأرجح في تفسير تدهور سلوك المسؤولية الاجتماعية لدى اختصاصي علم النفس، هو المحدودية الشديدة لدور مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في الانفتاح عليهم، وضعف التفاعل معهم، وتجاهل دورهم المهم في عملية التنمية المجتمعية، على الرغم من حاجة هؤلاء الأكاديميين ورغبتهم وشدة دافعهم الذاتي في أن تسارع هذه المؤسسات للاتصال بهم والاستعانة بخبراتهم، ما جعلهم ينزعون إلي النشاطات العامة بدل المتخصصة. • أن الجزء الأكبر من سلوك المسؤولية الاجتماعية يقوم على أساس ذاتي، فيما الجزء الأقل منه تحفزه مؤسسات الدولة والمجتمع. • توجد أرجحية واضحة للتوجه النظري الأكاديمي على التوجه العملي التطبيقي في ميدان الممارسة الفعلية لسلوك المسؤولية الاجتماعية لدى الأكاديمي النفساني العراقي. وقدم الباحث عدداً من التوصيات، من بينها الدعوة لإعادة نظر تقويمية شاملة بمدخلات ومخرجات العملية التعليمية في الاختصاصات النفسية في الجامعات العراقية، بما يحقق تنسيقاً وتفاعلاً حقيقياً ومثمراً بين النتاج المعرفي الأكاديمي ومتطلبات المجتمع الفعلية. كما قدم مقترحات لإجراء عدد من الدراسات التكميلية للبحث الحالي. |
---|---|
ISSN: |
2077-8694 |