المستخلص: |
خضع المفهوم منذ حقبة طويلة من تاريخ الفلسفة إلى " المركزية " كمكون للهوية أو " التماثل " الذي كشف لفلاسفة ما بعد الحداثه عن صور مشوهة ومختزلة للحقائق ، وعن أنانية مفرطة جعلت الفيلسوف يركز العالم في أناه ليسجن المفهوم في أحضان أفقه الوجداني ؛ حيث جعله حبيس " التماثل " والتطابق ، ومن ثم يصبح الحديث عن أفكار محددة نوعا من أنواع المغالطة العلمية التي تستدعي " الزعزعة " و " الخلخلة " بالتعبير الما بعد حداثي. وهذا البحث يعالج إشكالية " التماثل " وما ينتج عنه من تحريف للحقائق ؛ حيث يكشف عن عدم استقرارها وزيفها في صيرورة لا متناهية من اندثار شظايا المفاهيم المتعلقة بالحقيقة وانفتاحها على " الاختلاف " الذي يكشف عن ظهور تقطعات أو ذرات مفاهيمية تتجمع كل مرة ، لتؤلف كلا سجن من طرف الفلاسفة السابقين داخل قالب " التماثل " ، وهذا ما حدا فيلسوف الاختلاف جيل دولوز أن يتجاوز إكراهات التطابق والهوية وعدم الثقة في صحة المفهوم والعودة إلى ركائز مستعارة من فضاءات فلسفية ما بعد حداثية تجيز الانفتاح على " المفاهيم المضادة " والمتصارعة ؛ حيث تكشف عن تكرار " الاختلاف " ، يما يعني الدخول في حقل فلسفي جديد يكشف عن الانهيارات والتصدعات الداخلية التي عرفها المفهوم منذ أفلاطون إلى يومنا هذا . ولما كانت الصيغة الحوارية والتواصلية والثورية والشكية جوهر فلسفة ما بعد الحداثة فإن ذلك يتطلب منهجا تدميريا يجب إلحاقه بهوية " التماثل " وتعويضه بهيمنة " الحركة والتغير" ؛ أي كشف " الاختلاف " المكبوت داخل المنتوج المفاهيمي الذي يكشف عن تجليات متعددة للظاهرة المغروسة في نسيج مغلق يحتاج دائما إلى " المباعدة " .
|