المصدر: | مجلة آداب |
---|---|
الناشر: | جامعة الخرطوم - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | عثمان، فيروز عثمان صالح (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 26 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الشهر: | ديسمبر |
الصفحات: | 18 - 46 |
ISSN: |
0302-8844 |
رقم MD: | 521745 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ونخلص من ما تقدم أن ابن خلدون حاول إن يترحم تصوره ومنهجه في الكتابة التاريخية في مؤلفه التاريخي (العبر). فقد قام ابن خلدون بمعالجة الأخبار التاريخية وتفسيرها في إطار قواعد وطبائع العمران والظاهرات الاجتماعية ولا سيما ظاهرة العصبية. وكذلك فان ابن خلدون قد حرص عند تناوله للأخبار التاريخية على توخي الاعتدال والبعد عن التشيعات والميول والأهواء، وكذلك حرص على تجاوز الأساطير والغرائب والمبالغة في الإحصاء، فجاءت الأخبار على نحو يتوافق والتعارف من طبائع وعوائد العمران. كل ذلك يقف شاهدا على إن (العبر) تكاد تكون ترجمة عملية للمنهجية التاريخية التي أوردها ابن خلدون في المقدمة، وإذا كانت هذه الترجمة وهذا التطبيق دون مستوي النظرية فالسبب فيه ضخامة المهمة الملاقاة على عاتق ابن خلدون، الذي كان عليه عند تدوينه للأخبار إن ينطلق من المقدمة بكل مبادئها وقواعدها ونظرياتها إلى مؤلفه ومشروعه التاريخي الضخم (العبر)، ولا يقدح ذلك في منهجه الذي اختطه ورسمه كأدق ما يكون في مقدمته. وخير شفيع له انه قد فتح الطريق أمام غيره من المؤرخين لإتمام ما بدأه، وأنه قدم دعوة صريحة للتعقيب والنقد قائلا (... وإن فاتني شيء في إحصائه واشتبهت بغيره فللناظر المحقق إصلاحه ولي الفضل لأني نهجت له السبيل وأوضحت له لطريق). فحق لابن خلدون أن يفتخر بمؤلفه التاريخي ويؤكد انه وقف علي الأخبار محللا ومفسرا وانه وقف علي أحوال الاجتماع والقوانين التي تتحكم فيه، إذ يقول (فأنشأت في التاريخ كتابا رفعت به عن أحوال الناشئة من الأجيال حجابا، وفصلته في الأخبار والاعتبار بابا بابا، وأبديت فيه لأوليه الدول والعمران عللا وأسبابا، ... وسلكت في تبويبه مسلكا غريبا ، ... وشرحت فيه من أحوال العمران والتمدن وما يعرض في الاجتماع الإنساني من العوارض من أبوابها الذاتية، ما يمتعك بعلل الكوائن وأسبابها، ويعرفك كيف دخل أهل الدول من أبوابها، حتى تترع من التقليد يدك. |
---|---|
ISSN: |
0302-8844 |