المستخلص: |
هدفت هذه الدراسة لاستقصاء فاعلية القياس التكيفي في تقويم القدرة اللفظية والقدرة الرياضية لدى طلبة السنة الأولى الجامعية، ولذلك قام الباحث بتطوير اختبارين في القدرة اللفظية والقدرة الرياضية وفق الطريقتين التقليدية والطريقة الحديثة ومن ثم دراسة الخصائص السيكومترية للقياس التكيفي وتطبيقها على عينة التدريج وذلك لمعايرة الفقرات ومطابقة النموذج الثلاثي المستخدم في هذه الدراسة، كما تم استخدام عينة للقياس التكيفي للتأكد من فعالية ودقة هذه الطريقة في القياس، حيث تم انتقاء تجمع فقرات للقياس التكيفي باستخدام استراتيجية المرحلتين وذلك بمطابقة قدرات المفحوصين مع صعوبة الفقرات وبالتالي تحقيق أهداف الإطار النظري للقياس التكيفي، أي أن أفضل الفقرات هي التي تناسب قدرة المفحوص وبالتالي دقة القياس. ولذا حاولت الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية : 1.ما مدى مطابقة الفقرات (Item Fit) في كل اختبار من الاختبارين المستخدمين (اختبار القدرة اللفظية، اختبار القدرة الرياضية). و ما مدى مطابقة عينة الأفراد (Person Fit) في كلا الاختبارين (القدرة اللفظية والقدرة الرياضية) للنموذج الثلاثي المعلم؟ 2. ما درجة صعوبة كل فقرة من فقرات الاختبارين (القدرة اللفظية والرياضية) في عينة التدريج باستخدام النموذج ثلاثي المعلم؟ 3.ما قيم تقديرات القدرة للمفحوصين كما يتم تقديرها باستخدام فقرات الاختبار الكلي في القدرتين (القدرة اللفظية 3v والقدرة الرياضية 3m)؟ 4. ماقيم تقديرات القدرة للمفحوصين كما يتم تقديرها باستخدام فقرات القياس التكيفي في المرحلة الاستطلاعية لكل من القدرة اللفظية 1v والرياضية 1m. ما قيم تقديرات القدرة للمفحوصين كما يتم تقديرها باستخدام فقرات القياس التكيفي في المرحلة الثانية في اختبار القدرة اللفظية 2v واختبار القدرة الرياضية 2m؟ 5. ما درجة اقتراب تقديرات القدرة للمفحوصين في كل اختبار من الاختبارين في المرحلة الاستطلاعية والمرحلة الثانية والاختبار الكلي لكلا الاختبارين؟ 6. ما درجة التغير في قيم الخطأ المعياري في تقديرات القدرة للمفحوصين في القياس التكيفي مقارنة مع الاختبار الكلي لكلا الاختبارين, وما دقة القياس التكيفي باعتبار قيم الخطأ المعياري في مستويات القدرة المختلفة؟ 7. ما الكفاءة النسبية للقياس التكيفي مقارنة مع الاختبار الكلي من خلال مقارنة دالة معلومات الاختبار التكيفي (Test Information Function) مع دالة معلومات الاختبار الكلي عند مستويات محددة من القدرة؟ 8. ما الوفر في عدد الفقرات المستخدمة في تجمع القياس التكيفي والتي تناظر من حيث الدقة والفاعلية الاختبار الكلي عند مستويات القدرة المختلفة؟
ويتلخص تطوير الصورة التقليدية للاختبارين في تحديد الأبعاد التي تكون مفهوم القدرة اللفظية والقدرة الرياضية وكتابة فقرات الاختبار ومن ثم تحكيمها وتجريبها واختيار الفقرات الملائمة للنموذج. أما خطوات القياس التكيفي فقد تلخصت في انتقاء الفقرات في المرحلتين الاستطلاعية والثانية، وتكون الاختبار من 50 فقرة لكل من اللفظي والرياضي حيث تم استبعاد 3 فقرات في الرياضي وفقرة واحدة في اللفظي، وقد استبعد 9 أفراد في الاختبار الرياضي و4 أفراد في اللفظي لعدم مطابقتهم للنموذج الثلاثي. كما تم تقدير معالم الفقرات السيكومترية وتطبيقها على العينة بعد استبعاد الفقرات غير الملائمة، وتراوحت قيم معاملات الارتباط لهذه الفقرات في اللفظي (4, ـ 6,) والرياضـي (3, ـ 7,) وكان ثبات الاختبار الرياضي لعامل الفا 0.79 للرياضي و0.73 للفظي وإما معامل كودر يتشارسون KR21 فكان 0.83 للرياضي و0.86 للفظي. وتراوحت صعوبة الفقرات في اللفظي (-1، 1.55) بانحراف معياري (57,) والرياضي (-5, ـ +1.88) بانحراف معياري (0.79)، كما تم تطبيق الاختبارين بكامل فقراتهما على أفراد عينة القياس التكيفي. وقد تحققت فاعلية القياس التكيفي من خلال تطبيق استراتيجية القياس التكيفي ذو المرحلتين حيث تم انتقاء 5 فقرات استطلاعية في المرحلة الأولى ثم استخراج القدرة الابتدائية (θ) وفي المرحلة الثانية تم تقسيم الفقرات إلى 4 مستويات من الصعوبة، في كل مستوى 4 فقرات. تم اختيار أربع فقرات لكل مستوى وذلك لتقدير القدرة وحساب الخطأ المعياري ودالة المعلومات لكل من تجميع الفقرات التكيفية والاختبار الكلي حيث تمت المقارنة بين دالة المعلومات لكل اختبار، وكانت النتائج على النحو التالي: أظهرت النتائج لاختبار القدرة الرياضية تفوق القياس التكيفي في مستويات القدرة المنخفضة ومستوى القدرة المرتفعة (1) وكانت الكفاءة النسبية للاختبار التكيفي (2.0 ، 1.4، 0.96، 1.0، 0.69، 0.75) عند مستويات القدرة (-1.5، -0.5 ، صفر، 1.0، 1.5، 2) على التوالي. أما في الاختبار التكيفي للقدرة اللفظية فقد تم التحقق من فعالية القياس التكيفي في مستويات القدرة (-1.5، -0.5). أما في المستويات المتوسطة والمرتفعة فكان الاختبار التقليدي أكثر فعالية من القياس التكيفي وعلى النحو التالي (1.89، 1.44) أما في بقية مستويات القدرة فكانت (0.5، 0.23، 0.46، 0.69) على التوالي، بالرغم من أنه تم استخدام (13) فقرات في القياس التكيفي من تجمع (50) فقرة للقياس التقليدي. ويوصي الباحث بتشجيع تطوير دراسات القياس التكيفي في بناء الاختبارات الحديثة وتطوير الاختبار التقليدية إلى اختبارات تكيفية محوسبة. ويتضح مما تقدم أن مؤشرات فعالية القياس التكيفي قد تحققت في مستويات محخددة من القدرة لكلا الاختبارين (القدرة الرياضية والقدرة اللفظية) وذلك من خلال دقة القياس مقدرة بالخطأ المعياري في تقدير القدرة والكفاءة النسبية واختزال الوقت وعدد الفقرات المستخدمة، علماً بأن الباحث استخدم الطريقة التقليدية (الورقة والقلم) في تطبيق الاختبارين ، كما استخدم استراتيجية المرحليتن في القياس التكيفي وفق النموذح ثلاثي المعلم. وتوصي هذه الدراسة بإجراء المزيد من الدراسات في المجال القياس التكيفي في بناء الاختبارات وتحويل الاختبارات التقليدية الى اختبارات تكيفية محوسبة وفق النظرية الحديثة في القياس.
|