ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التربية على القيم: بين الوظيفة التسلطية والوظيفة التوجيهية

المصدر: مجلة عالم التربية
الناشر: عبدالكريم غريب
المؤلف الرئيسي: فرحاتي، العربي بلقاسم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع21
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2012
الصفحات: 68 - 118
ISSN: 1113-65615661
رقم MD: 574106
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

197

حفظ في:
المستخلص: اتحدتا الأخلاق والتربية وتوحدتا في الهدف منذ أن تكون العقل الجماعي، وشكلتا قسرا وضغطا على الفردية ردحا من الزمن، في مسيرة الإنسان في الصيغ الميتافيزيقية والعقل الغيبي والخرافي، وكانت الصياغة الحداثية المعلمنة للأخلاق بوصفها مشروعا للتربية، ترمي لعزلها عن مصدرها الديني؛ وسعها في نطاق إجتماعي سيكولوجي، لم يكن سوى سلب لإرادة الإنسان الحرة مرة أخرى، تحت عنوان قيم المواطنة مرة وسكلجة الأخلاق مرة أخرى؛ حين زج بعلاقاته مع المجتمع كقيم ناظمة في مشروع دوركايم، وكمؤسسات ونمو وعلاقات نفعية في نموذج ديوي، وعلاقات تفاعلية بين الذات والموضوع الخارجي في بنائية بياجيه، رغم ما يظهره ذلك من توجه واضح حول تأسيس بيداغوجيا النشاط، المانعة لبيداغوجيا الإكراه المعرفي. إن الصياغة العلمانية للقواعد الأخلاقية في نطاق ما ينفع الناس وما يرغبون فيه وما هم عليه مجتمعون كعلاقات، جعل الناس لا يهتمون في أحسن الحالات، سوى بالأخلاق الوضعية زاهدون في الأخلاق السامية، لاسيما وأن البشر، بما هم أعلى مخلوقات الأرض؛ لم تتح لهم فرصة تقييم ذواتهم بمقارنة تصرفاتهم بما هو أعلى منهم. وهو ما جعل المدارس تهتم بها، كما لو أنها تربية مدنية أو اجتماعية؛ وهي تربية في أحسن صورها، لا تتعدى الإنسان الصالح، من حيث هو الإنسان الذي يجلب اللذة لذاته وللآخرين من حوله، ولا يتسبب في إيذاء غيره. فالطب والرئاسة والإدارة والهندسة والقيادة والتعليم والأستاذية، صارت مهارات مهنية مرتبطة بالعمل والمؤسسة والقوانين، أكثر من ارتباطها بالذات والمشاعر الإنسانية السامية؛ أي أنها أصبحت مهن أدواتية لتحقيق الرغبة والمتعة والرفاهية بين المجتمع وليست الواجب الأخلاقي؛ وهو ما أفقد الأخلاق في هذه الصياغة السوسيولوجية المؤسسية جذوتها المعيارية السامية، وأعجزت المدارس عن الارتقاء بالسلوك الأخلاقي إلى مستوى التعاون؛ من حيث هو أسمى درجات الأخلاق التي نشدتها التربية الحديثة؛ حيث اختزلت وابتعدت عن روحانيتها؛ ولم تعد تهتم إلا بالتفوق المهني في نطاق المواطنة؛ وهو نطاق لا يؤدي بالضرورة إلى تفوق الإنسان كنوع في سلوكه وذاتيته عن باقي الأنواع الأخرى. فما يملكه الناس وما يحوزنه من متاع، هو المعيار المفضل لتقييم الناس. كما أن اللطف والحنان والعطف وممارسة الدلع النسوي، كتربية للأطفال من حيث هي آليات أخلاقية نسوية بديلة عن الذكورية القائمة على أخلاق الواجبات والعقوبات؛ ليست سوى أدوات قمع أخرى مرهفة، لا تقل عنفا عن القصاص الجسدي وتأنيث مهين للمدرسة والتربية (35: 25)؛ مثلها، كمثل الممارسات الموصوفة بالسيكولوجية الموهومة، بوصفها إغواء نفسي. وإن صياغة الأخلاق في ضوء مفاهيم التربية المدنية والاجتماعية عندنا، في ظل الدولة الوطنية الإنتفاعية والمشاريع الإندفاعية؛ لم يكن لها من حصاد، سوى ما نعتبره إفلاس أخلاقي وفساد ينذر بخطر انهيار الدولة ككيان سياسي وانهيار المجتمع ككيان روحي. وأخلاقيات التربية كميثاق تربوي، يمكن أن يعاد صياغته في ضوء معاني ودلالات أسماء الله الحسنى، كما صاغ عزي أخلاقيات الإعلام في ضوء أسماء الله الحسنى (33/17:5)؛ وهو ما نراه في ظل ما يطرح من قيادة العقل المسدد البديل عن العقل التواصلي والمؤسسي، الحل المكن في سياق منظومتنا القيمية، الذي يحتاج إلى إثراء وبحث تربوي معمق، وأن السبيل إلى ذلك، دونه، طريق صعب يدعونا إلى اقتحام العقبة بدل توسل الصدقة. \

ISSN: 1113-65615661

عناصر مشابهة