المستخلص: |
تواجه المنظمات في دولة الكويت حاليا تحدياً كبيراً في ظل النظام العالمي الجديد فنحن نعيش في عالم متغير على المستويين المحلي والخارجي. إن هذا النظام العالمي الجديد بدأ يفرض تحديه على منظماتنا الوطنية من خلال التكتلات الاقتصادية والتأثيرات الدولية التي لا تعترف بالحدود, ثم إن ظهور القوانين والتشريعات المختلفة مضافا إليها ثورة الاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا كلها أثرت ليصبح العالم اليوم متصلا ببعض. من هنا بدأ الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي بشكل عام والتخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية بشكل خاص في المنظمات حتى تستطيع الاستمرار والنمو في هذا العالم المتغير. إن الغرض من هذه الدراسة هو تحليل التباين في آراء القيادات الإدارية في بعض مؤسسات القطاعين العام والخاص في دولة الكويت, واستكشاف مدى وضوح المفهوم العلمي للتخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية لدى تلك القيادات الإدارية. كذلك تحديد فيما إذا كان هناك تأثير للخصائص الشخصية لتلك القيادات الإدارية كالعمر والمؤهل العلمي والخبرة والبرامج التدريبية الإدارية والفنية التي شاركت فيها, والخصائص التنظيمية لتلك المؤسسات مثل طبيعة عملها وحجمها وعمرها ودرجة ممارسة التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية لتلك المؤسسات في القطاعين العام والخاص في دولة الكويت, كذلك إبراز أهم المعوقات التي تحول دون تبني خطة استراتيجية للموارد البشرية. وقد تم وضع ثلاث فرضيات رئيسة لهذه الدراسة واعدت استبانه تتكون من ستة أقسام. وقد تكونت عينة الدراسة من مجموعة من القادة الإداريين في المستويات الإدارية العليا في القطاع العام و القطاع الخاص في دولة الكويت, وبلغ عدد عينة الدراسة 138 فردا (مائة وثمانية وثلاثين). وقد تم اختيار أكبر خمس مؤسسات في القطاع العام وأكبر خمس مؤسسات في القطاع الخاص, ومقياس حجم المؤسسة في هذه الدراسة كان عدد العاملين في كل مؤسسة. واستخدم عدد العاملين باعتباره يمثل حجم المؤسسة من حيث العدد وهو الأساس الذي بني عليه اختيار تلك المؤسسات. إن من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يلي: - تعد اتجاهات القادة الإداريين في القطاعين العام والخاص ايجابية نحو عملية التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية. - ثمة انخفاض في درجة ممارسة التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية في جميع المؤسسات التي أجريت عليها الدراسة. - تبلغ نسبة من لديهم وضوح في المفهوم العلمي للتخطيط الاستراتيجي للموارد البشريه %42.2 , بينما بلغت نسبة من ليس لديهم وضوح في المفهوم العلمي للتخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية %57.8 . - تبلغ نسبة قيام الإدارة العليا لوحدها بوضع الخطط الاستراتيجية %70.6 من عينة الدراسة . - لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء القيادات الإدارية بين القطاعين العام والخاص بشأن درجة وضوح مفهوم التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية . أما أهم التوصيات التي أوصى بها الباحث: 1- ضرورة توضيح المفهوم العلمي للتخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية للقيادات الإدارية وجميع العاملين في القطاعين العام والخاص في الكويت. 2- ضرورة رفع درجة ممارسة التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية لدى القيادات الإدارية في المؤسسات موضوع الدراسة حتى يمكن الاستفادة القصوى من التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية فيها. 3- ضرورة مشاركة جميع الإدارات في المنظمة في وضع الخطط الاستراتيجية للموارد البشرية و يجب إن لا تقتصر على الإدارة العليا لوحدها فقط. 4- وجوب استقطاب وتوظيف الكفاءات البشرية خصوصا في مجال الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي لها. 5- الاهتمام بدراسة المعوقات التي تحول دون تبني خطه استراتيجية للموارد البشرية في منظمات القطاعين العام والخاص. 6- الاهتمام الكمي والنوعي بالبرامج التدريبية للقيادات الإدارية حيث أشارت الدراسة إلى انخفاض في عدد البرامج التدريبية التي شاركت فيها القيادات الإدارية.
|