| المستخلص: |
يبلغ عدد ضباط الشرطة في ألمانيا، البلد الأكبر كثافة سكانية في قلب أوربا 260.000 ضابط موزعين على تسع عشرة قوة شرطية تعمل على المستوى الاتحادي وعلى مستوى الولايات الألمانية البالغ عددها ست عشرة ولاية. من هذه المقدمة ندلف إلى موضوع البحث الذي يسلط الضوء على التركيبة أو الهيكل التاريخي والحالي للشرطة الألمانية هذا بالإضافة إلى الخلفية التشريعية ونظام التعيين والتدريب في الشرطة والمتغيرات الراهنة لا سيما في أعقاب إعادة توحيد الألمانيتين حيث ضمت جمهورية ألمانيا الاتحادية ، عضو الاتحاد الأوربي ومنظمة حلف شمال الأطلنطي إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية. كما يتناول البحث باستفاضة التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي عبر العقود المنصرمة. وتشدد الدراسة في ظل بروز الظاهرة الإجرامية الحديثة المهددة للأمن المسماة بالجرائم الإلكترونية وازدياد الجرائم العابرة للحدود والصراعات الناشبة في الدول المتخلفة، على أهمية تبني مدخل جديد لبسط الأمن قائم على العلمية والمرونة واستشراف المستقبل الشيء الذي يبرز الحاجة الماسة إلى التضامن والتعاون الشرطي على الصعيد الدولي، على محاربة الجرائم العابرة للحدود والمساهمة في أنشطة حفظ السلام للمدنيين ،ضمن منظمات دولية مثل منظمة الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي. ويختتم البحث بتناول الاتجاهات الشرطية ابتداءً من تلك القائمة على القبضة الهرمية الصارمة والمحكمة وانتهاءً بالمستندة إلى القيادة والإدارة الحديثتين والشبكات المتعاونة التي تتألف من شراكات عامة وخاصة يقوم أساس العمل فيها على توزيع المهام المختلفة على شبكة من الأشخاص ليقوموا بتنفيذها بشكل تشاركي. تعاني الشرطة الألمانية فيما تعاني من محدودية في الموارد المالية والبشرية وطاقم يهرم ويتهالك باستمرار وتقابل ذلك الحاجة المتزايدة للأمن، غير أن المتغيرات والتطورات الراهنة كفيلة بتوجيه وتغيير مسار عمل الشرطة الألمانية بفرض المزيد من التحديات المستقبلية وإبراز الحاجة إلى التعاون وتبادل المعلومات.
Germany, the most densely-populated country in the heart of Europe, has nearly 260,000 Police Officers on duty in 19 Police forces within its 16 states and on the federal level. This article shows the historic and contemporary setup of the German Police and its legislative background. The recruitment, training and educational processes as well as recent changes after the reunification of the Federal Republic of (Western-) Germany (a NATO and European Union member) with the former German Democratic Republic and the political, social and economic development during the last decades will be explained in detail. New security- related phenomena, the so called "cyber crime", the rising transnational and cross-border crimes and conflicts in underdeveloped or failed states show the importance of a flexible, science-based and future-oriented approach for law enforcement. This led towards an increasing need for international police cooperation and a commitment of the Police in transnational crime-fighting and international civilian peacekeeping activities within international organizations like the United Nations and the European Union. The article concludes by explaining recent trends in policing, from strict hierarchical control towards a modern management and leadership approach and a cooperative network of public- private partnerships by delegating assignments to networks of actors. The Police in Germany have to cope with limited human and financial resources, a constantly aging staff against an increasing demand for security. The changes and current developments will influence the work of the German Police and will lead the path to future challenges with the need for more cooperation and information exchange.
|
