520 |
|
|
|a موضوع البحث " تفسير الإمام السمعاني, وتفسير الإمام الشوكاني دراسة مقارنة للأجزاء (1-6) من القرآن الكريم" سعى الباحث من خلال هذه الدراسة إلى إبراز جهود علمين من الإعلام الذين خدموا كتاب الله- عز وجل-, حيث اهتمت الدراسة بالتعريف بالإمام السمعاني, والإمام الشوكاني, وذلك ببيان نسبيهما, ومولديهما ووفاتهما, وبيان الصفات التي اتصفا بها, وأقوال العلماء فيهما, ومن ثم بيان عقيدتهما, ومذهبهما. كما اهتمت الدراسة ببيان عصريهما, وذلك باستعراض الحالة السياسية, والدينية, والعلمية التي عاشا في ظلها, والتي كان لها الأثر في تكوين شخصية كل منهما, ونتاجهما العلمي, كما اهتمت الدراسة ببيان طلبهما العلم وإبراز أهم شيوخهما الذين تتلمذا على أيديهم ونهلوا من منهلهم, إضافة إلى بيان تلاميذهما الذين تتلمذوا عليهما, وما تركا من آثارٍ ومؤلفاتٍ تدل على فضلهما وعلمهما. كما سعى الباحث إلى التعريف بالتفسيرين, وبيان القيمة العلمية لهما, وبيان المنهج الذي اعتمده كلا من المفسرين, والمصادر التي اعتمدا عليها في تفسيريهما. كما سعى الباحث من خلال الدراسة المقارنة بين التفسيرين وهي صلب البحث إلى بيان كيف تناول كل من المفسرين آيات القراءات, وآيات العقائد, والآيات الكونية, وآيات القصص والأمثال, وآيات الأحكام الفقهية, وقد اقتصرت الدراسة على بعض الآيات منها؛ لتكون نموذجاً للدراسة المقارنة بين التفسيرين بما يفي الغرض من الدراسة, وقد خلصت الدراسة إلى أنَّ الإمام السمعاني يهتم بالقراءات في توضيح المعنى, وكذلك الإمام الشوكاني, أما بالنسبة لآيات العقائد فقد تمسكا بعقيدة أهل السنة والجماعة في تفسيرها والانتصار لها, والذب عنها. وأما الآيات الكونية فكلا المفسرَين يفسرها من الناحية اللغوية، أو ما ورد فيها من آثار، حسب ما جاءهما من العلم في عصريهما. وأما آيات القصص, فالإمام السمعاني يوردها بالتفصيل, ويذكر بعض الروايات الإسرائيلية دون التنبيه إلى أنها من الإسرائيليات, وخاصة ما يتعلق بعصمة الأنبياء-عليهم السلام-, وأما الإمام الشوكاني, فكان يورد القصص, ويفصل فيها, وينقل بعض الروايات الإسرائيلية عن كتب التفسير إلاّ أنها قليلة جداً مقارنة بتفسير الإمام السمعاني, ويشير إلى أنها من الإسرائيليات, وأحيانا يوردها على سبيل الانتقاد, أمَّا الأمثال فنجد أن كليهما يهتم بها؛ لبيان وتوضيح المعنى, و أمَّا آيات الأحكام الفقهية فيظهر جلياً اهتمام الإمام السمعاني بها فهو يبين الأحكام الواردة فيها, ويرجح بما يراه من الدليل, وكذلك الإمام الشوكاني إلا انه أكثر توسعاً من الإمام السمعاني. ومن خلال البحث, والتحليل والدراسة المقارنة بين التفسيرين, فقد توصل الباحث إلى عدة نتائج أوردها في نهاية البحث كان من أهمها: أنَّ تفسير الإمام السمعاني يعد من الكتب القيمة التي فسرت القرآن بالمأثور وإن كان يستشهد باللغة والنحو فهي نادرة جدا؛ لأنَّ الغالب عليه هو التفسير بالمأثور, وأما تفسير الإمام الشوكاني فهو من التفاسير التي جمعت بين الرواية والدراية, ويعد من أحسن التفاسير جمالا, وتنسيقا, وترتيبا, ومن المراجع القيمة المفيدة, ويعتبر أيضا من التفاسير المقارنة؛ لاعتماده على كتب التفاسير المتقدمة, والموازنة, والترجيح بينها. كما خلص الباحث إلى توصيات منها: الاهتمام بالتفسير المقارن دراسة وتأليفاً؛ لأهمية هذا اللون من التفسير في عصرنا, وإظهار تراث علمائنا الأفذاذ الذين مازالت مخطوطاتهم رهينة الأرفف, والأدراج, بالبحث عنها وتحقيقها.
|