المصدر: | عالم التربية |
---|---|
الناشر: | المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية |
المؤلف الرئيسي: | الطبال، صلاح الدين المرغني رجب (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س14, ع44 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | أكتوبر |
الصفحات: | 15 - 80 |
DOI: |
10.12816/0024946 |
ISSN: |
1110-4406 |
رقم MD: | 626196 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن الآيات القرآنية الدالة على الزمن لا تنحصر دلالتها في الجانب العقائدي فحسب، بل إنها تمتلك دلالات أخرى دون شك. فالتأكيد القرآني على تعاقب الليل والنهار وأن الله تعالى جعل الليل لباساً وجعل النهار معاشاً يفهم منهما قدرة احترام تقسيم الوقت وهو ما يرتبط بالجانب الحياتي اليومي للإنسان حيث جعل الله تعالى الليل راحة للعباد ومحطة قصيرة للاستراحة حتى ينطلقوا في نهارهم في ساحات العمل وشؤون الحياة وهي الدائرة الواسعة التي تستوعب طاقتهم وقدراتهم ونشاطاتهم. إن في التعاقب الثابت لليل والنهار رتابة زمنية؛ لأنها تثار كل يوم ولكن هذه الرتابة تتحول إلى حالة إيجابية كبيرة من خلال تقسيم الوقت تبعاً للأعمال التي يقوم بها الإنسان. فهو في سعيه لتلبية احتياجاته الحياتية، وفي توجهه نحو أهدافه الكبيرة التي رسمها الله تعالى له، لا يجد في تعاقب الليل والنهار حركة مملة، بل يجد فيها حركة ضرورية تخدم سعيه ومشاريعه ونشاطاته ؟؟؟؟؟ توفر له إمكانية تقسيم الأعمال بين ما هو شخصي أو عام وبين ما هو لشؤون المعيشة أو لشؤون الرسالة فيجد في هذا التعاقب فرصة العمل، ويستطيع من خلاله أيضاً أن يقدر الفترة الزمنية لمشاريعه، فيخطط، وينفذ وفق تصور واضح جلي لما يستغرقه نشاطه ومشروعه، وهذا ما أوضحته الآيات القرآنية، فهي تصرح بأن الله تعالى سخر لعباده الشمس والقمر والليل والنهار. فما هذه المفردات التي تحدد الوقت إلا نعم إلهية كبيرة جعلها الله سبحانه لخدمة عباده وترك لهم حرية اختيار الأسلوب والعمل مادام منسجماً مع نهجه القويم وهادفاً إلى كسب مرضاته. غير أن التعاقب الثابت لأجزاء الوقت، قد يتسبب في غفلة الإنسان عن بعض شؤونه فيهمل بعضها ويؤجل بعضها الآخر وتمر عليه الليالي والأيام دون أن يلتفت إلى مقدار الزمن الذي يمر عليه وهذه من الحالات السائدة في حياة البشر بل إن مشكلة الكثير من الناس هي عدم الإحساس بمرور عجلة الزمن؛ لأنهم ألفوا التعاقب اليومي للعتمة والضوء. لقد ربط القرآن الكريم في مواضع عديدة بين الزمن وبين مصير الإنسان في الآخرة، على ضوء ما قام به خلال الحياة الدنيا حيث وضح أن الناس يوم الحساب ينظرون إلى حياتهم التي عاشوها في الدنيا كانت سريعة خاطفة، وأن العمر الطويل الذي قضوه على الأرض لم يكن سوى فترة قصيرة ضئيلة. ورغم إن هذه النظرة هي واقعية من الزاوية العلمية على أساس أن الزمن الأرضي قليل جدا مقارنة بالزمن الكوني، إلا أن الذي نفهمه أيضاً من النص القرآني في هذا الخصوص هو إثارة قيمة الوقت الحركية عند الإنسان ووضعه أمام حقيقة الزمن ومفرداته ليتحسس أهمية الزمن وحركته بدقة فيشعر أنه لا يمتلك وقتا فائضاً ليضيعه، وإنما أيامه قليلة في الحياة الدنيا وأن عليه أن يحرص كل الحرص على كل ساعة من ساعات عمره وهذا ما يوضحه لنا القرآن الكريم في العديد من الآيات التي تضع الإنسان أمام حقيقة صارخة بشأن حركة الزمن، حقيقة تثير الفزع في نفسه وتحرك في داخله شعوراً قلقا على مصيره إذا لم يستثمر عمره لفعل الخير فستكون عاقبيه وخيمة. وبعد هذا العرض البسيط يتضح لنا أن الله تعالى أعطى للوقت أهمية كبيرة، وعالج حقيقة الزمن من أبعاد مختلفة تلتقي كلها في قاسم مشترك واحد وهو دور وأثر الزمن في حياة الإنسان وقد حاولت الآيات القرآنية أن تحرك عند الإنسان إحساسه ا لواعي والوقوف عند أبعاده لكي لا يقضي حياته سدى ويبعثر وقته حتى يلزمه ربه الحجة بكل ما ذكر يوم لا ينفع مالاً ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم |
---|---|
ISSN: |
1110-4406 |