المستخلص: |
هدفت هذه الدراسة إلى البحث في العلاقات التركية السورية، وتحليلها وتفحصها منذ وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002م في موضوعاتها الرئيسة، وكذلك الاحتمالات، والتطورات المستقبلية لهذه العلاقات. باستخدام المنهجين التاريخي والتحليلي؛ فقد بينت الدراسة ما يلي: أولاً: لقد شهدت العلاقات التركية السورية تطوراً ملحوظاً منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية للسلطة عام 2002م؛ بسبب تبنيه سياسة تعدد البعد التي كان لها نتائج طيبة على علاقة تركية مع العالمين العربي والإسلامي، كما قام الحزب بتبني سياسة تصغير المشكلات مع الدول المحيطة بتركية وبأن تخرج تركية من كونها بلداً طرفاً، إلى أن تكون بلداً مركزاً؛ أي تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف وتحولها إلى نقطة جذب لا تنفير. ويتم التركيز هنا على العمق الجغرافي التاريخي لتركية والمقصود هنا تحديداً – العلاقات مع العالم العربي وإيران. ومن هذا المنطلق جاء انفتاح حكومة العدالة والتنمية على سورية – حيث تدرك أن سورية حليف محتمل، وأداة مهمة للتأثير في مستقبل أوضاع المنطقة، ومستقبل العراق، والصراع العربي الإسرائيلي. ثانياً: الملاحظ أن سورية كانت تعاني منذ احتلال العراق من عزلة دولية، فوجدت بالانفتاح التركي عليها فرصة لتتخلص من عزلتها الدولية؛ فقد لعبت تركية دوراً مهماً في فك العزلة الدولية عن سورية، وتهيئة المناخ لعودة العلاقات السورية الأمريكية، والحيلولة دون الاستهداف الأمريكي حيث حثت تركية الولايات المتحدة على استقطابها والحوار معها. وقد نجحت المساعي التركية للوساطة بين سورية وإسرائيل لرعاية مفاوضات سلام غير مباشرة بين الجانبين والتي أجريت عام 2008م. ومن جانب آخر تدرك تركية أن سورية هدف محتمل وأداة مهمة للتأثير في مستقبل أوضاع المنطقة، ومستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي. ثالثاً: الملاحظ أنه تزامن مع تطور وتحسن العلاقات التركية السورية تفاقم واستمرار التوتر في العلاقات التركية الإسرائيلية، كما كان توتر العلاقات بين أنقرة ودمشق أحد الروافد المغذية للتلاقي التركي الإسرائيلي فيما مضى؛ حيث كان الخلاف العميق بين تركية وسورية حول المياه وحزب العمال الكردستاني خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي من أبرز العوامل التي أدت إلى التقارب العسكري بين تركية وإسرائيل. رابعاً: على الرغم من التحسن الملحوظ في العلاقات التركية السورية فإن هناك العديد من القضايا العالقة، مثل: مشكلة المياه ولواء الاسكندرونة والتعاون العسكري بين تركية وإسرائيل. وعلى ما يبدو فإن السيناريو المحتمل للعلاقات التركية السورية هو استمرار تطور وتحسن العلاقات التركية السورية ولكن ليس على حساب العلاقات مع الغرب وإسرائيل.
This study has aimed at addressing and discussing the main aspects and envisaged future scenarios of the Turkish-Syrian relation since the ascension to power in Turkey of the Justice and Development Party (AKP) in 2002. The study used analytical and descriptive approaches and has concluded that: First: the Turkish-Syrian relations have witnessed a remarkable development after the coming to power in Turkey of the Justice and Development Party, with its Islamic background. AKP has adopted a multiple-dimension policy which has had influential effect on the Turkish relation with the Islamic and Arab worlds. The party policy has been concentrated on minimizing controversial issues with neighboring countries, working on making Turkey as an attractive core, not marginal, country through emphasizing the historical and geographic importance of Turkey and its relations with the Arab countries and Iran. For these considerations the AKP has adopted a policy of openness towards Syria realizing its implicit importance as a proper ally, with its influential role in the future of the region, the future of Iraq and the Arab-Israeli conflict. Second: on the other side, it is noted that Syria, since the occupation of Iraq in 2003, has found itself in political isolation. Syria found its opportunity to end this situation by enhancing its relation with Turkey. Turkey, therefore, has played crucial role to put and end to the international isolation of Syria and, furthermore, helped with refining the American-Syrian relation, and prevented USA from targeting Syria and encourage negotiation between the two countries. Turkey succeed in mediate between Syria and Israel and patronized indirect negotiations between the two countries in 2008. Also, Turkey realizes the Syrian importance and role in the future of the region and the Arab Israeli conflict. Third: the improvement of the Turkish-Syrian relation has coincided with deprecation in the Turkish-Israeli relation. Formerly, Turkish-Syrian discord had been source of Turkish-Israeli accord. Turkish-Syrian dispute during the 1990s resulted from conflict over water and disagreement over the militant Kurdistan Workers' Party presence in Syria, these factors led to Turkish-Israeli corroboration during that period. Fourth: Turkish-Syrian relation has improved, yet, there are some controversial issues between the two countries as the water issue, the Iskenderun question and the Turkish-Israeli military corporation. It seems that the anticipated the Turkish-Syrian relation will improve, yet not at the expense of the Turkish relations with the West and Israel.
|