المستخلص: |
يشهد عالمنا العربي اليوم جهودا مكثفة لتطوير برامج التربية العملية، وإرساء الأسس المتينة لتنمية الكفايات التدريسية، والعمل على إعداد جيل من المعلمين يسهمون في تنمية مجتمعاتهم، وقد أثبت الخبراء بأن العملية التنموية لن تتم إلا بالعملية التربوية، ذلك أن التربية تقدم للتنمية خدمة جليلة في تكوين الإطارات التي تتكفل بالتنمية في جميع مجالاتها، ولا سبيل إلى ذلك إلا إذا تكفلنا تكفلا جديا بالتعليم والاهتمام بأقطابه الأساسية للعملية التربوية (المعلم، المتعلم، البرنامج). إن نجاح العملية التربوية مرهون بالتفاعل الجيد والمتين بين عناصرها الأساسية؛ لأن أهمية التربية وقيمتها تتجلى في تطوير الإنسان وتنميته الاجتماعية والاقتصادية، وفي مواجهة التحديات الحضارية، فهي في نظرنا استراتيجية قومية كبرى لكل شعوب العالم. إن للعملية التربوية معان تختلف حسب أصحابها وفلسفتهم التربوية، ومحور اهتمامهم، وبيئتهم الاجتماعية، فمن المربين من يركز جل اهتمامه على المعارف والمعلومات، ومنهم من يعنى بنمو الشخصية لدى المتعلمين، في حين يهتم آخرون باستثمار العملية والتي بدورها تنعكس على سلوك المتعلم من زوايا مختلفة، وعليه فقد تناولت في دراستي هذه الأقطاب الثلاثة المتمثلة في: 1. المعلم 2. المتعلم 3. المنهاج وقد بدا لي أن أناقش هذه الأقطاب لأنها محور العملية التربوية، ولأن هذه العناصر تسير جنبا لجنب مع بعضها، ولا يمكن أن يستغني عنصر عن آخر، وحاولت أن أوفي كل عنصر حقه من التحليل، مبينا أن العملية التربوية كانت تتم سالفا عن طريق المقاربة بالأهداف، حيث يعمل المعلم على الوصول إلى الهدف المنشود من تعليمه، وبسط درسه، ولكن الطريقة هاته أبقت المتعلم والمعلم والمنهاج على شاكلة واحدة ومحدودة، لم تخرجهم عن نطاق الهدف المبتغى، وحصرتهم في تقديم الدرس كمادة خام، دون أن يلجا إلى الإبداع والابتكار، وهو ما يستدعيه العمل بالكفايات، فيجعل من المعلم فنانا مبدعا ومبتكرا، ومن المتعلم قادرا على التفكير في حل المعضلات، وكسب المهارات، ومن المنهاج بسيطا وملائما للعملية التربوية. ثم خلصت في دراستي الموسومة بالعملية التربوية وتفاعل عناصرها وفق المقاربة بالكفايات إلى نتيجة مفادها أن أقطاب العملية التربوية كل متكامل، وكل عنصر منها يحتاج إلى الآخر، وأنها ليست بالعمل المرتجل، ولكنها عملية ممنهجة هادفة، بنيت على نظام يتصل بالفرد ويمسه في شخصه وكيانه، ويسايره في مجتمعه
Today, many efforts are done to develop the education programmes in our Arab world, in order to build effective bases for the teaching competency development and to prepare for a new generation of teachers contributing to their societies progress, The specialists proved that progress depends on education; education has a certain role to play in development through forming the frames for the different fields of development; This may be effective if we give more interest to education, and to the elements of education (teacher, learner, programmes). The success of the education process depends on the strong interaction between its mean elements since its importance and value are reflected in the social and economic development of man to face civilization challenges. It is, in our opinion, a major national strategy for all people of the world; a necessity to build up contemporary nation. There are many explanations for the educational process which depend on their owners, their teaching philosophy, the main theme of their interests and their social environment. There are, among educators who focus on knowledge and information, and others interested in the personality growth in learners, whereas, others exploit the process that influences the learners ’behaviours from varios angles. This research treats these three aspects: teacher- learner- programme according to the competency approach. The researcher discusses these aspects as the bases of education process which are inter related and move as a whole. He tries to explain and analyze each of them, pointing out that the education process was working in the past within limited aims, which was not very fruitful as it restricted learners within limited aims, without trying to encourage creativity. This necessitates working on competency for having a creative teacher, a student able to think and solve problems and a program which is both simple and suitable for the education process.
|