المستخلص: |
إن هذه النتائج ذات دلالة عميقة لأنها نابعة من الممارسين الفعليين للعمل التربوي التعليمي وهم الساهرون على تطبيق المناهج الدراسية والخاضعين لعملية التكوين, فآراؤهم يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأنها مستوحاة من الممارسة اليومية والواقع المعاش المدرسي. وعلى الرغم من أهمية المعلم في العملية التعليمية/ العلمية, والمحاولات التي بذلك لتحسين أوضاعه, والرفع من كفاءته, فإن هناك العديد من الدراسات الجزائرية التي أشارت إلى أن المعلم الجزائري لا زال يعاني مشاكل التكوين وعلى المستوى المطلوب, وهذا ما توصلت إليه هذه الدراسة الميدانية والتي ستعرض فيما يلي لبعض هذه المشاكل: انخفاض مستوى المعلم الابتدائي, خاصة بالنسبة للخريجين الجامعيين الجدد. إن المعلم الابتدائي يفتقر إلى القدرة على التوافق مع الطرائق التدريسية الحديثة واستخدام الوسائل والمواد التعليمية الحديثة والعديدة. إن برامج تكوين المعلم الابتدائي في مراكز التكوين لم تعد قادرة على تطوير معرفته بمادته, وبناء النظام القيمي لدى المتعلم, والقيام بمهارات التدريس على النحو الأمثل, كما أن المواد الأكاديمية لا تحظى بالتطور وما تطلبه المقارنة بالكفاءات, مما أدى إلى ضعف المستوى العلمي لهذه المواد التي سيقوم المعلم بتدريسها بعد تخرجه. إن المناخ المدرسي الذي يعمل به المعلم, لا يساعده على القيام بالمهام المطالب بها, مما يؤدي إلى ضعف معنوياته وقلة كفاءته في تسيير العملية التعليمية/ التعلمية. فقر المدرسة الجزائرية من الوسائل التعليمية الحديثة أو نقول انعدامها, مما جعل المعلم يحصر عمله في عمليات التلقين والحفظ والشرح. لا يوجد نظام للمتابعة والتقويم المستمرين لمنظمة تكوين للمعلمين, وذلك من خلال توفر ضوابط موضوعية ومعايير تحدد علي مستوى التقدم لدى المعلم. عدم استطلاع آراء المعلمين عن رغباتهم واحتياجاتهم من برامج التنمية المهنية وحول قضايا الإصلاح. ما أكدته الدراسة الميدانية أن عملية تعديل المناهج الدراسية بالمدرسة الجزائرية قائم كل سنة دراسية ولكن طرائق التدريس لا زالت تقليدية قائمة على أساس التلقين أي تقديم لفظي. لابد أن تتغير هذه الطريقة وتطبق طرائق حديثة في ظل التغير التربوي العلمي الحديث. وكذلك يجب أن تتماشى مع الأوضاع النفسية والجسمية والعقلية للأطفال من جهة أخرى وكذلك تلبية حاجات التزايد الكمي السريع في أعداد التلاميذ بالأقسام. الإكثار من الزيارات الميدانية للمشرفين والمؤطرين لمعرفة مدى تطبيق المعلم ما تلقاه من تكوين في الواقع المدرسي, وبالتالي مكافأة المعلم على ذلك بشرط أن تكون المكافأة قائمة على الكفاءة وليست الأقدمية. يجب إشراك المعلمين في تخطيط سياسة الإصلاح وما تعمله من تغيرات من جهة, ومن جهة أخرى إشراكه في وضع برامج التنمية المهنية المعدة لتكوينه \
|