ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اللغة العربية في مراحل الضعف و التبعية

المصدر: مجلة الممارسات اللغوية
الناشر: جامعة مولود معمري تيزي وزو - مخبر الممارسات اللغوية
المؤلف الرئيسي: الودغيري، عبدالعلي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع6
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2011
الصفحات: 79 - 133
DOI: 10.35269/1452-000-006-005
ISSN: 2170-0583
رقم MD: 648792
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

65

حفظ في:
المستخلص: : وخلاصة القول أن المشكلات التي تعاني منها اللغة العربية اليوم على مستوى الوطن العربي كله، كثيره ومتشعبة، لكن حلها جميعها مرتبط في نظري بثلاثة أمور أساسية: أولها: حالة الضعف السياسي والعسكري للنظام العربي وما هي عليه الشعوب العربية والإسلامية من إحباط وانهيار نفسي بسبب توالي سلسلة الهزائم والانكسارات والصراعات الداخلية. وهذه الحالة انعكست سلبا على مشاعر هذه الشعوب المغلوبة المنهزمة، وأفقدتها الثقة في نفسها وقيمها وهويتها. ومن ثم فإن من أهم التحديات الحقيقية التي تواجهها اللغة العربية في عصرنا هذا، هي تحديات هذه الحالة النفسية المتأزمة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي ويعانيها الإنسان العربي المسلم الذي حوله هذا الوضع إلى كائن ضعيف هش مغلوب مستلب، وفي أحيان كثيرة إلى شخص متنكر لحضارته وتاريخه ولغته وثقافته، ومنبهر مشدوه بقوة الغالب وثقافته ولغته، يريد أن يحتمي بمن يخلصه من محنته وانهزاميته وهوانه حتى ولو كان هذا الذي يفر إليه هو العدو نفسه. والحل الجذري لاستئصال هذه الأزمة المستفحلة وما ينتج عنها، هو استعادة ثقتنا بالنفس والأوطان والهوية التي فقدناها، واسترداد الوعي الذي طار منا والتصالح مع ذاتنا. وثانيها: حالة الضعف الاقتصادي والتكنولوجي والعلمي التي يمر بها العالم العربي والإسلامي. فما دامت هذه الحالة قائمة، لا يمكن تصور تطور سريع وكبير على مستوى اللغة العربية. لماذا؟ لأن التطور الإيجابي للغة، أية لغة مرتبط بقوة الاقتصاد والإنتاج. فالأمة أو الدولة الأكثر إنتاجا للعلم وللتكنولوجيا والصناعات والأدوات التي يتوقف عليها النشاط العالمي الاقتصادي والتجاري والمالي، هي الأمة أو الدولة التي تسود لغتها وتسرع في النمو والتطور والانتشار. ورواج لغة مجموعة بشرية مرتبط برواج سلع هذه المجموعة ومنتوجاتها الصناعية والتكنولوجية. ولا يصعب بعد هذا أن نستنتج أن الثقافة التي تسود وتفرض نفسها هي ثقافة القوة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية المتحكمة في أسواق البضائع والإنتاج. ونحن اليوم واقعون تحت تأثير الثقافة الغربية المتغلبة وحضارتها ولغاتها، لأننا ما نزال في مرحلة ضعف اقتصادي وعلمي وتكنولوجي شديد، بالإضافة إلى ضعف سياسي وعسكري ويوم يتحول ميزان القوة الاقتصادية والعلمية لصالحنا، إذ ذاك يمكن أن نتكلم جديا عن ازدهار أو نمو حقيقي للغة العربية. إننا في العالم العربي عادة ما نهمل علاقة اللغة بالاقتصاد وتأثير أحدهما على الآخر أما تأثير الاقتصاد على اللغة فهو ما ذكرناه، وأما تأثير اللغة على الاقتصاد فهو حينما تستطيع دولة أو أمة أن تحول لغتها إلى مجال كبير للاستثمار. وتعتبر فرنسا أكبر دولة نجحت في استثمار لغتها وزرعها في كل مستعمراتها القديمة. و قد أنفقت كثيرا جدا من الأموال وبذلت جهودا غير مسبوقة في هذا المجال، ولكنها الآن تعيش مرحلة جني الأرباح الطائلة من هذا الاستثمار، ليس في المجال الاقتصادي وحده ولكن في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية أيضا. وقد كان بإمكان الدول العربية - مجتمعة أو منفردة - أن تحول اللغة إلى رأسمال صالح للاستثمار على المدى البعيد، بالعمل على نشرها في إفريقيا وآسيا وغيرها من مناطق العالم، فهي ثروة هائلة بيدها لكنها لا تحسن الاستفادة منها.

ISSN: 2170-0583
البحث عن مساعدة: 709359

عناصر مشابهة