المستخلص: |
انتشر الفساد في مختلف مرافق الدولة في العصر المملوكي (648 – 923 هـــــــــ)، حتى وصل إلى الحياة الثقافية، ولاسيما القضاء والتعليم، وتدهورت أحوال الفقهاء والقضاة والأدباء عموما، حتى صار هذا الفساد ظاهرة تستدعي الدرس والتحليل. وقد صور الشعراء في هذا العصر مظاهر الفساد المختلفة، وعبروا من خلال أشعارهم عن سوء أوضاعهم، وعن مشاعر الناس تجاه ذلك الفساد. وبحثي هذا محاولة جادة للكشف عن مظاهر هذا الفساد من خلال الشعر أولا، ومن خلال التاريخ ثانيا. وقد حاولت جاهدا أن أؤرخ لهذا العصر من خلال الشعر، إن غفل المؤرخون عن ذكر بعض الحوادث المهمة، وبذا يصبح الشعر وثيقة مهمة، لا تقل أهمية عن التاريخ، بل إن هذه الوثيقة تكون أحيانا أصدق مما كتبه المؤرخون عن هذا العصر، وأصدق تعبيرا عن سوء أحوال الناس فيه، فإذا اتفق الشاعر والمؤرخ في إيراد الخبر فهذا منتهي الطلب، وغاية الباحث.
|