المستخلص: |
قامت ما بعد البنيوية بتأكيد حقيقة أنه لا توجد حقيقة مطلقة، فمن خلال كسرها للعلاقة الاعتباطية بين الدال والمدلول فتحت المجال أمام عملية تفسير النصوص وسهلت لها أن تتحول من مجرد البحث عن المدلول الثابت إلى تتبع الأيديولوجيات والبنيات التحتية التي تسهم في صياغة النص وخروجه في شكل محدد، ففي ضوء ما بعد البنيوية يصبح الوصول إلي المدلول الثابت عملية مستحيلة لنجد أنفسنا نتتبع الدال الذى يشير إلي دال آخر في سلسلة لا نهائية تأخذنا بعيدا عن البحث عن الثوابت إلي ما يهز أركان هذه الثوابت وبعيداً عن الإطار الرسمي المعترف به إلى الأيديولوجيات التي استبعدت الثقافات الأخرى لكى تضمن لنفسها البقاء. وعلى هذا يحاول هذا البحث تقديم قراءة في ضوء ما بعد البنيوية لنصين روائيين هما نون لسحر الموجي وآخر رحلات فلان البحار لجون بارث مؤكدا على أن التفكير الإنساني مسجون في إطار علاقة ديالكتيكية مفتوحة وأن محاولة الفلسفات العقلية والمثالية للوصول إلي المدلول الثابت اللغوي من خلال الإطار السردي في محاولة لتحجيم انغماس القارئ في ثنايا النص الأدبي وتنبيهه إلى المخاطر الثقافية والاجتماعية التي قد تنشأ إذا ما تقبل أي نتاج أدبي أو فكرى بدون أن ينظر إلى العلاقات المتشابكة التحتية التي تعطى هذا النتاج شكله ومدلوله . وقد حاول البحث من خلال القراءة النقدية للنصين أن يؤكد على أن عملية التفسير والنقد الأدبي لأي نتاج فكرى لا يجب أن ينبع من تحت مظلة التفكير الوضعي أو المعرفة القبلية، وحاول أيضا أن يوضح كيف تحدى النصان المركزية الأوروبية وكيف قاما بتقويض لحظات اليقين المطلق التي تم التعبير عنها في فلسفة ديكارت وكانط اللذين أثرا تأثيرا كبيرا على العلوم الإنسانية منذ بداية عصر التنوير.
This paper investigates, in a discursive manner, two literary texts, and attempts to read them from a post-structuralist point of view. Barth's The Last Voyage of Somebody the Sailor and Al Mūgi's Nūn problematize their own mode of being. Looked at as a discursive formation, the two narratives affirm the fact that the attainment of a final and closed signified is impossible, and draw the reader's attention to the fact that investigating the grounds upon which the process of interpretation rests is more important than interpretation itself. The texts assert no meaning and have no claims to truth, and in so doing they transcend and defy the claims of rationalist philosophy as well as all forms of transcendental and teleological thinking.
|