المصدر: | دراسات إفريقية |
---|---|
الناشر: | جامعة إفريقيا العالمية - مركز البحوث والدراسات الإفريقية |
المؤلف الرئيسي: | علي، مصطفى محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع38 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
التاريخ الهجري: | 1428 |
الشهر: | ديسمبر / ذو القعدة |
الصفحات: | 186 - 216 |
ISSN: |
1858-5191 |
رقم MD: | 701061 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تخلص الدراسة مما سبق من الجوانب التي تناولتها إلى أن القارة الإفريقية تعرضت لاحتلال من قبل القوى الأوربية في فترات مختلفة من التاريخ كان آخرها حملات الكشوف الجغرافية ابتداء من أواخر القرن الثامن عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر مما أدى إلى الاحتلال المباشر وبسط السيطرة الأوربية عليها ، وذلك بسبب الخصائص الجغرافية المغرية التي تمتاز بها من حيث توسط العالم وكونها محور الطرق البحرية العالمية واستراتيجية موقعها فضلاً عن الموارد المتعددة التي تذخر بها وتشمل ما في الموقع والسطح وباطن الأرض طبيعياً وبشرياً ، ولم تكن القارة في تدهور كما شاع عند الأوربيين قبل الكشوف الأخيرة ، بل كانت ذات حضارات مشهودة في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها . وقد ظهر التأثير المباشر للسيطرة الأوربية على إفريقيا وكيفية الاحتلال في عدة جوانب ظلت ماثلة حتى الوقت الراهن مثل شكل الوحدات السياسية واتصافها بالامتداد الشمالي الجنوبي وهو ما يعكس كيفية تقدم الأوربيين عبر السواحل إلى الأجزاء الداخلية ، وكان من أهم نتائج الكشوف وتأثير الاستعمار كذلك عدد الدول الإفريقية الكبير مقارنة بالقارات الأخرى ثم الحدود السياسية التي وضعت بشكل يتسبب في الصراعات والحروب بين الدول المختلفة وهي في الغالب حدود هندسية أو فلكية ، أي قلما توجد حدود إثنوغرافية ، وبذلك تكون القومية الواحدة موزعة في عدة دول ، حيث كان من ترتيب المستعمر أن تقف تلك الحدود عائقاً أمام تقدم الكثر من الدول واستغلال مواردها بالتنسيق مع دول أخرى ، وهي حدود لا تتماشى مع الظواهر البشرية المنسجمة في معظمها ، ورغم النتائج الإيجابية القليلة مثل التعامل المتقدم مع بعض الأمراض كالملاريا والاستفادة من الجوانب الحضارية الأوربية التقنية منها والثقافية إلا أن القوى الأوربية عملت على استغلال كل جهودها لتسخير الموارد الإفريقية لمصالحها . واتضح من الدراسة كذلك أن العلاقات الأوربية الإفريقية كلها في الوقت الراهن إنما هي علاقات استغلال للموارد الإفريقية وإعاقة استفادة القارة منها وفق أوضاع وأسس تم ترتيبها منذ العقود الاستعمارية وتشمل الهيمنة الاقتصادية والسياسية وتطويع استقلال الدول وهدم أي استقرار تستطيع فيه إفريقيا توفيق أوضاعها والسعي نحو إيجاد قوة ذاتية تؤثر بها داخلها أو خارجها ، كما أن العولمة رغم كونها سلاحاً ذا حدين إلا أنها في الوقت الراهن تصب في اتجاه الضعيف من قبل الغني ، أي يتأثر بها الضعيف سلباً ولا يؤثر عبر المؤسسات الدولية الاقتصادية منها والسياسية أو الإعلامية . ووضح أن الأوضاع التي تعيشها القارة الإفريقية في الوقت الحاضر لا تساعد في الاستفادة من مواردها الوفيرة ، فهناك الحروب والصراعات التي تعيق استقرار العديد من مجتمعات دولها سواء أكانت بين الدول أم أهلية وغيرها مما تتدخل فيه القوى الأوربية ، ثم هناك المناطق العالقة التي تجمد مواردها وتستخدم لإعاقة الاستقرار في الدول الأخرى كالصحراء الغربية حالياً وناميبيا سابقاً وكذلك إرتريا ، كما أن هناك الفقر الذي تعاني منه نسبة 74% من دول القارة وتعمل السياسات الدولية على إبقائه لتكون إفريقيا في حاجة دائمة لغيرها ، إضافة إلى إشكال التنافس الدولي على موارد القارة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وقوى أخرى لا تراعي سوى مصالحها . فإفريقيا الآن يظهر فيها التبادل التجاري مع القارات الأخرى بقدر كبير يفوق 93% من جملة تجارتها في حين أن نسبة التجارة البينية في دولها من ذلك لا تفوق 6% ، أي لا تتعامل الدول الإفريقية مع بعضها بالصورة المطلوبة ، ويصنف دخل الفرد في إفريقيا بصفة غالبة ضمن الفئة المنخفضة عالمياً ، وتعتمد أغلب الدول على القروض الخارجية التي قد تؤدي إلى رهن الإرادة السياسية ، وقد ظلت أغلب الموارد الإفريقية معطلة وكامنة لا تستطيع كثير من الدول استغلالها لأسباب أغلبها خارجة عن إرادتها |
---|---|
ISSN: |
1858-5191 |