المستخلص: |
إحدى مفارقات التاريخ المألوفة أن الرأسمالية ظهرت داخل ثقافة مسيحية تعادي المال. إلا أن هذا الأمر لم يحظ إلا بقليل من التفكير في أسباب هذه المعاداة، رغم انها ليست واضحة ووضحاً ذاتياً. وقد أبدى آباء الكنيسة بالفعل عداء واضحاً تجاه الماديات، ولم يبد علماء اللاهوت في القرون الوسطى أي مشاعر تجاه مراجعة هذه المبادئ التي كانت تعتنقها الكنيسة قديماً لتناسب احتياجات اللحظة المالية. ونحن نسعى لتوضيح خطورة هذا الشكل المبكر من معاداة الرأسمالية عن طريق الارتباط الذي نشأ بين الاهتمامات المادية بمعناها الواسع – المال، وأيضاً العلاقات الجنسية، وتلك النزعة اليهودية المعادية للعالم. ودراسة خطاب علماء اللاهوت المسيحيين في القرن الثلاث عشر تمكننا من إلقاء الضوء على الروابط بين معاداة المال وكراهية الدخلاء، والتي قد تساعد في شرح استمرار تفضيل هذا الرفض داخل عدة أشكال حديثة من الخطاب.
|