المستخلص: |
تعد القضايا السُّكَّانيَّة تحدياً يحمل بين جنباته العديد من الفرص والتهديدات, التي تتصل بتنمية المجتمع. وتعد المدرسة الثانويَّة إحدى الوحدات الأساسية للمجتمع التي تقوم بأدوار مهمة, وتتكامل مع غيرها من المؤسسات التربوية, كما تعد أحد أهم المؤسسات التربويَّة القادرة على حماية المجتمع من تداعيات القضايا السُّكَّانيَّة, وذلك من خلال تثقيف أفرادها في مجال التَّربية السُّكَّانيَّة بشكل يجعلهم قادرين على اكتسابها والتفاعل معها. جاءت هذه الدِّرَاسَة في خمسة فصول بالإضافة إلى قائمة للمراجع وأخرى للملاحق. اشتمل الفصل الأول على الإطار العام للدراسة, من حيث أهداف الدِّرَاسَة وأهميتها, إذ هدفت هذه الدِّرَاسَة إلى التعرف على مستوى ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة لدى مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة والمعوقات التي تحد من ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة لدى مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة والكشف عن الفروق الدالة إحصائياً بين استجابات أفراد عيِّنَة الدِّرَاسَة, كما هدفت هذه الدِّرَاسَة إلى إعداد تصور مقترح لتفعيل ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة لدى مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة بمنطقة القصيم. تستمد الدِّرَاسَة الحاليَّة أهميتها كونها استجابة للتوجهات التي تسعى إليها خطط التنمية بوضع سياسة سكانية للمملكة العربية السعودية كما جاء في خطط التنمية الثامنة والتاسعة, حيث يتطلب ذلك تفعيل دور التربية في تشكيل هذه السياسة السُّكَّانيَّة, وقد يسهم التصور المقترح في تفعيل ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة لدى مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة, بما ينعكس إيجاباً على ارتفاع وعي طلاب هذه المرحلة بالثقافة السُّكَّانيَّة. تناول الفصل الثاني من الدِّرَاسَة, الإطار النَّظري الذي جاء في ثلاثة مباحث رئيسة, حيث شمل المبحث الأول التَّربية السُّكَّانيَّة, واستعرض المبحث الثاني مفاهيم أساسية في إطار التَّربية السُّكَّانيَّة, وألقى المبحث الثالث الضوء على المرحلة الثانويَّة وأدوار المعلم. كما عرضت الدِّرَاسَة في فصلها الثالث منهجيَّة الدِّرَاسَة وإجراءاتها, إذ اتبعت الدِّرَاسَة المنهج الوصفي, واستخدمت الاستبانة كأداة لجمع البيانات, إذ تكونت الاستبانة من محورين رئيسين هما مجالات ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة والمعوقات التي تحد من نشر ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة بين مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة, وبعد التحقق من صدق الأداة وثباتها, تم تطبيقها على عيِّنَة طبقية عشوائية من معلمين ومعلمات المرحلة الثانويَّة بمدينة بريدة وبعض القرى التابعة لها, بلغ قوامها (671) وبنسبة تصل إلى حوالي (20%) من المجتمع الأصلي للدراسة, ولمعالجة البيانات تم استخدام برنامج الحزمة الإحصائيَّة للعلوم الاجتماعية (SPSS) لحساب المتوسطات الحسابيَّة, والانحرافات المعياريّة, ودلالة الفروق باستخدام اختبار (ت), وتحليل التباين الأحادي واختبار (كروسكال-واليز) لدلالة الفروق لأكثر من متغيرين, واختبار (شيفيه) لتحديد الفروق الدالة إحصائياً لاستجابات أفراد العيِّنَة وفقاً لعدد من المتغيرات.
كما تناولت الدِّرَاسَة في فصلها الرابع, تحليل النتائج ومناقشتها, وكان من أهم النتائج التي توصَّلت إليها الدِّرَاسَة: 1. أنّ المستوى العام لثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة لدى مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة بمنطقة القصيم؛ جاء متوسطاً. 2. أنّ مستوى المجال الوجداني لثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة جاء مرتفعاً, بينما جاء كلٍّ من المجال المعرفي والمهاري لثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة متوسطاً. 3. ارتفاع مستوى موافقة مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة بمنطقة القصيم على الكثير من المعوقات التي تحد من نشر ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة. 4. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين استجابات عيِّنَة الدِّرَاسَة حول كلٍّ من المجالين المعرفي والمهاري لثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة, تعزى لمتغير الجنس, بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في المجال الوجداني, وكانت هذه الفروق لصالح الإناث. 5. توجد فروق دالة إحصائياً بين استجابات عيِّنَة الدِّرَاسَة حول المجال المعرفي لثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة تعزى لمتغير التخصص, وكانت الفروق لصالح تخصص الاجتماعيات, بينما لا توجد فروق في حالة كل ٍّمن المجال الوجداني والمهاري. 6. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين استجابات عيِّنَة الدِّرَاسَة حول كلٍّ من المجالين الوجداني والمهاري لثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة, تعزى لمتغير الحالة الاجتماعية, بينما توجد فروق دالة إحصائياً في حالة المجال المعرفي, وكانت هذه الفروق لصالح المتزوجين. 7. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين استجابات عيِّنَة الدِّرَاسَة بالنسبة لجميع مجالات ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة, المعرفي والوجداني والمهاري, تعزى للمتغيرات التالية: عدد الأبناء, ومكان الإقامة, وموقع المدرسة. 8. توجد فروق دالة إحصائياً بين استجابات عيِّنَة الدِّرَاسَة حول المجال المهاري لثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة, تعزى لمتغير سنوات الخبرة, وكانت الفروق لصالح أقل من 5 سنوات, بينما لا توجد فروق في حالة كلٍّ من المجال المعرفي والوجداني. 9. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين استجابات عيِّنَة الدِّرَاسَة حول معوقات نشر ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة, تعزى لمتغيرات الدِّرَاسَة. اشتمل الفصل الخامس من الدِّرَاسَة على خلاصة النتائج, وبعض التوصيات, والتصور المقترح لتفعيل ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة لدى مُعلِّمِيّ المرحلة الثانويَّة, ومن أهم ما أشار إليه التصور المقترح: أ. إضافة مقرر أو مجموعة من الموضوعات التي تقدم في عدد من المقررات عن التَّربية السُّكَّانيَّة في برامج إعداد المعلمين والمعلمات بكليات التربية. ب. التعاون بين وزارة التربية والتعليم والجامعات ممثلة في كلية التربية في مجال التَّربية السُّكَّانيَّة والتنمية الاقتصادية, حيث يمكن أنّ تقدم الجامعات خبراتها في هذا المجال. ج. إنشاء إدارة للتَّربية السُّكَّانيَّة والبيئة تابعة لوزارة التربية والتعليم, على أنّ يكون لها وحدات في الإدارات العامة للتربية والتعليم بالمناطق المختلفة من المملكة, على أنّ تركز رؤيتها ورسالتها وأهدافها على مساعدة المعلمين والمعلمات في تفعيل برامج التَّربية السُّكَّانيَّة, وأنّ يتم تشكيل هياكل هذه الإدارة من ذوي الخبرة والتخصص في مجال التَّربية السُّكَّانيَّة . د. أنّ تركز أنشطة نشر ثقافة التَّربية السُّكَّانيَّة, سواء كانت دورات أو نشرات أو محاضرات عامة, على أنّ يكتسب الأفراد المفاهيم الأساسية مع التركيز على مفهوم التَّربية السُّكَّانيَّة, مما يساعد على تف
|