ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







استعراض تجربتي عمان واليمن في تعليم اللغة العربية

المصدر: مؤتمر اللغة العربية والتعليم - رؤية مستقبلية للتطوير
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية
المؤلف الرئيسي: الموسى، نهاد ياسين (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: الإمارات
التاريخ الميلادي: 2008
مكان انعقاد المؤتمر: أبو ظبي
الهيئة المسؤولة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
الشهر: يناير
الصفحات: 405 - 425
رقم MD: 74310
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase, EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: جاءت تجربة عمان (1976) في سياق نهضة مستأنفة لتجديد مناهج تعليم اللغة العربية. وقد صدرت التجربة عن موقف نقدي لما كان سائداً في تعليم اللغة العربية، إذ إن تعليم اللغة العربية، بمناهجه وكتبه المقررة وأساليب تعليمها كان متروكاً لمسار التراكم العفوي، فليس للمناهج منطلقات متسقة منظمة، وليس للكتب التي كانت توضع في إطار تلك المناهج بنيان متسلسل محكم متكامل، حتى لو أن أحداً جعل كتاب الصف السادس في موضع كتاب الصف الخامس لما أحدث ذلك فرقاً. ولم يكن المعلم وهو يعالج تعليم اللغة من خلال تلك المناهج والكتب القائمة على الاختلاط والتراكم ليصدر في تعليم العربية عن رؤية لغوية مقدرة منظمة، حتى أصبحت صورة معلم اللغة العربية صورة معلم غير متخصص. وطمحت التجربة إلى أن تنتقل بتدريس اللغة العربية من فرط التراكم إلى ضبط العلم. واتخذت لذلك منطلقين: منطلقاً لسانياً بنيوياً، ومنطلقاً وظيفياً تواصلياً. ويتمثل المنطلق اللساني في النظر إلى اللغة بما هي نظام كلي يتألف من أنظمة فرعية: نظام صوتي، ونظام صرفي، ونظام نحوي، ونظام معجمي، ونظام أسلوبي، ونظام كتابي. وفي ضوء هذا المنطلق ينضبط تعليم اللغة على المستوى الموضوعي، إذ يرقب استيفاء القواعد التي يتألف منها كل نظام، وتستكمل بذلك شروط تحصيل الكفاية اللغوية من هذه الجهة. واما المنطلق الوظيفي فتمثل في تمييز اوجه استعمال اللغة وتجلياتها في مواقف التواصل، وهي مهارات ست: القراءة الصامتة، والقراءة الجهرية، والاستماع، والتعبير الكتابي، والتعبير الشفوي، والتذوق. ولكنه طمح أيضاً إلى ضبط تعليم هذه الوظائف بتحليلها إلى عناصرها البسيطة بالتفصيل؛ ليضمن لمعالجتها أن تكون محددة متدرجة متكاملة. وهذه التجربة - وإن وسمت بالضبط المنهجي الموجه لسانياً بنيوياً ووظيفياً تواصلياً - لم تكن منقطعة عن سياق التجارب العربية، إذ استثمرت - في تفاصيلها النهائية - صفوة ما انطوت عليه تلك التجارب. أما تجربة اليمن (1990) فقد جاءت في سياق مشروع للتطوير رسم له أن يتبنى "نظرية المنهاج القائم على النتاجات". وحقا أن هذا المنهاج قد تمثل لتعليم اللغة العربية أبعادا ثلاثة: بعدا في المضمون، وبعدا في البنية، وبعدا في الوظيفة، ولكنه كان يتناول كل واحد من هذه الأبعاد، ويرسم له أهدافا كلية، وتنبثق منها أهداف وسيطة، وتنبثق منها أهداف تفصيلية. ويستخرج من تلك الأهداف التفصيلية نسق متدرج يسمى "مصفوفة المدى والتتابع" ويمكن أن يكون كل هدف تفصيلي دليلا إلى تأليف درس بعينه، ودليلا إلى طريقة تعليمه وطريقة تقويمه في آن معا. وتنطلق الدروس في الأهداف التفصيلية متتابعة إلى الأهداف الوسيطة حتى تبلغ الأهداف الكلية وهي غاية المدى. وتمتد هذه التجربة الآن في مشاريع تطوير عربية أخرى كما في مشروع تطوير مناهج اللغة العربية نحو اقتصاد المعرفة في المشرق العربي.