المستخلص: |
ما من عمل أدبي شعبي نال شهرة واسعة في آداب المجتمعات الإنسانية أكثر من ألف ليلة وليلة. وكثيرة هي الدراسات التي تناولت هذا العمل في جوانبه المتعددة، بوصفه نتاجاً معرفياً وحضارياً لكثير من الأمم والشعوب. ويمكن القول إن حكايات ألف ليلة ولية تعبر عن مخزون الذاكرة المعرفية الجمعية للمجموع الإنساني عبر رحلته التاريخية والحضارية، هذه الذاكرة التي عايشت تاريخ المجتمعات، وعاداتها وأحوالها، والتحولات الفكرية والسياسية لهذه المجتمعات في تطورها الحضاري. ويحاول الباحث في هذه الدراسة أن يتبين ملامح القاهرة في الليالي، التي لا يذكرها الرواة تحديداً، بل يستبدلونها بمدينة مصر التي هي مدينة القاهرة ، لأن الرواة عندما يذكرون مدناً مصرية أخرى فإنهم يحددونها، كالإسكندرية والقليوبية ودمياط، وأن أتبين ملامحها، وبعضاً من بنيتها المعرفية والاجتماعية والسياسية والتجارية، منطلقاً من نص الليالي نفسه، ومعتمداً في آن بعض الخلفيات المرجعية التاريخية التي ذكرت هذه المدينة.
|