المستخلص: |
سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر برنامج إرشاد جمعي الموجه للأمهات في خفض القلق وتحسين الممارسات والكفاءة الوالدية. لدى عينة من الأمهات اللواتي يترددن على مركز التوعية والإرشاد الأسري وممن لديهن أطفال في أكاديمية روضة كوكب للإبداع في مدينة الزرقاءِ. وقد تم اختيار عينة قصدية تألفت من (32) أم تراوحت أعمارهن ما بين (25-35) سنة من أمهات لديهن مشاكل وصعوبات في التعامل مع الأطفال ونقص في الكفاءة الوالدية ويشعرن بالقلق، وقد تم توزيع أفراد العيّنة عشوائياً إلى مجموعتين، المجموعة التجريبية (ن= 16)، والمجموعة الضابطة (ن= 16). وطُبقَ على أفراد العينة في القياس القبلي والبعدي ثلاثة مقاييس: القلق والكفاءة الوالدية وأنماط الممارسات الوالدية، والتتبعي على أفرادِ المجموعة التجريبية فقط، وقد تم التحقّق من تكافؤ المجموعتين في القياسات القبلية على جميع المقاييس المستخدمة في الدراسة. واستندَ تصميم وبناء برنامج الإرشاد الجمعي إلى منهج وبرامج التعديل السلوكي المستندة لنظرية التعلم الاجتماعي والعلاج المعرفي السلوكي والتعليم النفسي ونماذج التدريب على المهارات الوالدية والفنيات العلاجية لبعض نظرياتِ الإرشاد الأسري (Family Systems Therapy) وقد تألف البرنامج من (18) جلسة إرشادية، بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً، وكانت مدة الجلسة 90 دقيقة الى ساعتين . وتضمن برنامج الإرشاد الجمعي العديد من الأساليب والفنيات الإرشادية والعوامل العلاجية وهي: بناء التماسك والثقة والتعزيز الذاتي والاجتماعي وغرس الامل بالإضافة الى تعلم أهمية التفاعلات الإيجابية مع السلوكيات الغير منضبطة للأطفال؛ باستخدام وتطوير المهارات الولدية الإيجابية بين الوالدين والطفل (على سبيل المثال، الحماس والتشجيع, إتباع اهتمامات الطفل ، وتقديم الخيارات المناسبة البناءة). والتعامل مع القلق والتوتر الأبوي, مهارات الإتصال , حل المشكلة. و احتوت الجلسات أيضا على بعض الاستراتيجيات مثل الاستماع الفعال، التعاطف، الحوارات الذاتية والاستكشاف الذاتي، وإعطاء التعليمات، وتوضيح، والنمذجة، ولعب الأدوار، التغذية الراجعة والواجبات البيتية. وأشارت نتائج الدراسة أولاً: وجود فروق دالّة إحصائياً عند مستوى (05,0)، بين متوسط درجات المجموعة التجريبية ودرجات المجموعة الضابطة على مقاييس الدراسة الثلاث: القلق والكفاءة الوالدية وأنماط الممارسات الوالدية في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية، ما يشير إلى كفاءة برنامج الإرشاد الجمعي المستخدم في الدراسة الحالية. ثانياً: وجود فروق دالّة إحصائياً عند مستوى (05,0) بين متوسط درجات المجموعة التجريبية على مقاييس الدراسة الثلاث في القياس القبلي، وبين متوسط درجاتهم على نفس هذه المقاييس في القياس البعدي، لصالح القياس البعدي. ثالثاً: أشارت نتائج المقارنات بين نتائج القياس البعدي بعد تطبيق برنامج الإرشاد الجمعي على المجموعة التجريبية، والقياس التتبعي بعد مرور أربعة أسابيع، إلى وجود فروق دالّة إحصائياً عند مستوى (05,0)، على مقاييس الدراسة الثلاث: والقلق والكفاءة الوالدية وأنماط الممارسات الوالدية، كما أشارت النّتائج أيضاً إلى عدم وجود فروق دالّة إحصائياً عند مستوى (05,0)، بين متوسّطات درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياس البعدي والتتبعي، على مقاييس القلق والكفاءة الوالدية وأنماط الممارسات الوالدية ما يؤكد احتفاظ أفراد المجموعة التجريبية بالمكاسب العلاجية التي حققوها في القياسِ البعدي. وتَقترحُ هذه النَتائِجِ أنَ المجموعاتِ الإرشادية قد تكون فعالة في مساعدة الأمهات اللواتي يعانين من مشاكل وصعوبات في التعامل مع الأطفال ونقص في الكفاءة الوالدية ويشعرن بالقلق كالمشاركات في هذه الدراسةِ. وقَدْ تَستهدفُ برامج الإرشاد الأسري والخدمات النفسية والاجتماعية أيضاً جميع الأعضاء في أسر الأمهات اللوتي لا يعانين من هذه المشكلات والأمهات اللواتي بحالة صحية جدية. وقَدْ تُكرر الدِراسات المستقبلية هذه الدراسةِ مع عيناتِ أخرى مِنْ الأمهات من فئات عمرية مختلفة.
|