| المستخلص: |
تهدف الدراسة إلى تقديم صورة للمصطلحات البلاغية والنقدية في كتاب "قواعد الشعر" لثعلب وامتدادها في التراث البلاغي والنقدي عند العرب، منطلقة من مقولة أن المصطلح لا يمكن له أن يبدأ من فراغ بل تدفع إليه عوامل ثقافية حضارية لها علاقة بالوعي والنضج الفكري، وأخرى معرفية ترتبط بالفكر واللغة والأدب والنقد، وهو – أي المصطلح – لا يقف ساكناً ثابتاً بل يكتسب خلال رحلته الزمنية والثقافية وحمولة فكرية ومفاهيمية متشابكة ومتفاعلة تتناوبها سياقات عدة تترك آثارها عليه تغيراً وتحولاً وتبدلاً، تتجه به إلى الانعتاق من الفوضى والاضطراب والالتباس والذاتية، وتعمل – في الوقت ذاته – على انغلاقه بشكل يحقق له الدقة والوضوح والواحدية في المفهوم، ليأخذ مكانه في علم الاصطلاح فيثبت أو ربما يمحي. وتحاول الدراسة الوقوف على المراحل الأولى التي شكلت بدايات المصطلح النقدي والبلاغي عند العرب في محاولة تأكيد النشأة العربية للمصطلح، والنظر في كيفية تعاطي الناقد الأول معها قبولاً أو رفضا، لربط الصلة بين المصطلحات المختلفة من جهة، والوقوف على كيفية تشكلها عبر رحلتها الاصطلاحية ثباتاً أو تغيراً من جهة أخرى، ولقد رأينا أن مصطلحات ثعلب في كتابه "قواعد الشعر" تشكل بداية لمصطلحات كثيرة استمرت باللفظ ذاته الذي وضعه ثعلب أو أثبته، وأخرى أخذت مفاهيمها مصطلحات جديدة لها، ملتفتين إلى أن الوحدة المصطلحية (المصطلح / المفهوم) قد تستمر كما عرفها ثعلب، أو يتغير أحد ركنيها عبر رحلته الاصطلاحية. اتكأت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقرأ المصطلحات في متونها النقدية المختلفة، والمنهج التاريخي الذي يتتبع امتداد المصطلحات زمنياً، والمنهج الموازن للموازنة بين المتون النقدية المختلفة في كيفية تلقيها مصطلحات ثعلب، وقد جاءت في تمهيد عام يتناول الوحدة المصطلحية (المصطلح/ المفهوم) وضرورة التقائهما معا في الدراسة المصطلحية، ومبحثين يتناول الأول مصطلحات ثعلب المبتكرة وتمثلاتها في التراث البلاغي والنقدي، ويتناول الآخر مصطلحات معروفة امتدت باسمها في التراث البلاغي والنقدي لكن ثعلب أضاف إليها، وانتهى إلى خاتمة لخصت أبرز النتائج التي توصلت إليها.
The present study seeks to investigate the first stages of the formation of the Arabic critical and rhetorical terms with the aim of highlighting the Arabic origins of terms. It also aims to study the early critics’ way of handling terms (either through acceptance or disapproval). Besides this, it is an attempt to establish connections between the various terms on the one hand and to trace their formation process (in terms of fixedness or change) on the other hand. The early interest in terms goes as far back as Abul-Abbas Thaalab who took care of setting and identifying terms in the manner of grammarians. He had worked on forming his terms and innovating other terms. In fact, in his book, Rules of Poetry, we find the earlier forms of many terms which became fixed in the way he formed or set them, while the concepts of other terms took new terms to designate them. This is to say that the term unit (i.e. term/ concept) may be the same as Thaalab knew it or one of its elements may change. Indeed, the term is not static. Its formation process, throughout history and culture, acquires new intellectual and conceptual content. This content may intertwine and interact according to various contexts that help shape, or even change, them. This process serves to free the term from confusion, ambiguity, and subjectivity, while working on setting it in such a way that realizes its precision, clarity, and oneness of concept. In this manner, the term takes shape and becomes fixed or perhaps disappears.
|
