المستخلص: |
يعد مصطلح الطبع والتكلف من أهم المقاييس التي اعتمد عليها النقاد قديما في تقييم القصيدة والشاعر. - يتضح لنا من خلال البحث أن النقاد خلطوا بين بعض المفاهيم من حيث الدلالة، فحد الطبع عند بعضهم قد يحتوي على شيء من الصنعة ، وقد يخلط بعضهم بين الصنعة والتكلف ويراها شيئا واحدا. وقد أثبتت الدراسة وجود خيط رفيع بين هذه المصطلحات ، فإذا قال الشاعر قصيدة بفطرته وسليقته دون مراجعة أو تنقيح فهذا هو الطبع بعينه ، فإذا أدخل عليها بعض التعديلات فهي الصنعة ، فإذا تمادى الشاعر في تعديلاته وأكثر من محسناته وزخارفه اللفظية فهو التكلف بذاته . فما بين الطبع والصنعة والتكلف خيط رفيع لا يمكن تجاوزه ، فالطبع يأتي أولا، ثم الصنعة ، ثم يأتي التكلف المذموم . كما أنه لا يوجد تعارض بين الطبع والصنعة ، بل ها متفقان ومتناصران يقوي أحدهما الآخر، وأن الصنعة غير التكلف ، والفرق بينهما كبير. - وأخيرا، أشارت الدراسة إلى أن الصنعة المقصود بها التنقيح والتهذيب ، أمر لابد منه للشاعر. فالشاعر صانع ، والصانع من شانه أن يحسن من صنعته حتى يكتب لها البقاء، وإلا فإن مصيرها الزوال حتما. وعلى الشاعر ألا يسرف في صنعته ، فيحولها من وسيلة يتوصل من خلالها إلى الإبداع ، إلى غاية مقصودة في ذاتها، فيصل بذلك إلى التكلف الممقوت الذي حذر منه النقاد، وتحاشاه الفحول من الشعراء.
|