ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

نحو مشروع (إسلامي سني) مواجه

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثالث عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة في مواجهة الصعود الإيراني
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: كامل، عبدالعزيز (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2016
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1437
الصفحات: 15 - 36
رقم MD: 804269
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

9

حفظ في:
المستخلص: في زماننا المعاصر، وداخل عالمنا الإسلامي، بل في منطقتنا العربية على وجه الخصوص؛ يتنافس اليوم أو يتصارع عدد من المشروعات المعادية على أرضنا، لإذلال كرامتنا واقتسام ثرواتنا وانتهاك مقدساتنا، ومسخ هويتنا -نحن المسلمين السنة- نعم؛ نحن المسلمين السنة، فمهما كانت غرابة هذه الحقيقة على بعض الأذهان والأسماع؛ فهي واقع الأحداث منذ نحو قرن من الزمان، فمع قليل من التأمل سنجد أن كل المشروعات المعادية في المنطقة وما حولها لا تستهدف في الأساس إلا الإسلام السني. الصورة صارت عكسية بالنسبة للمسلمين السنة الذين يمثلون عموم الأمة، فبعد أن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها، وكانوا عنوانا للمجد والقوة، وعندهم حواضر العمران وحواضن الحضارة، وبعد أن كانت منارات العلم ومشاعل النور تتلألأ في آفاق بلادهم؛ صاروا –اختصارا- على العكس من كل ذلك. إذ تحول عموم المسلمين الذين يمثل أهل السنة غالبيتهم إلى كيانات بلا مشروع، بل بلا مشروعية، خاصة بعد أن تسلطت عليهم الحكومات العلمانية التي قامت على أنقاض الخلافة التركية، فوزعت تلك الحكومات بعلمانيتها عمالتها بين مختلف المشروعات المعادية للأمة... فهل تصورنا ذلك ونحن نتحدث عن المشاريع..؟ هل تصورنا أن الأمة -في ظل العلمانية- لم تكن فاقدة لمشروع راشد خاص بها فحسب؛ بل صار العلمانيون يوظفون إمكاناتها ومقدراتها ومستقبل أجيالها لدعم مشروعات أعدائها؟!.. ربما تكون هذه هي الحقيقة الأكثر مرارة من حقيقة غياب المشروع الإسلامي السني لنحو مائة عام أو يزيد. نحن أمام حقيقة تقول: إن كل أمة غير قادرة على السير في إطار مشروع يقود إلى كيان جاد قوي جامع؛ ستظل بلا حاضر ولا مستقبل ولا تمكين، في حين أن الأمم التي تقطع طريقها ضمن مشروع خاص بها ستصل حتما إلى مرحلة الكيان، ضمن المكان والزمان الذي تنشط فيه، مهما كان فقدها أو فقرها في الرصيد بين الأمم عبر التاريخ. وتجارب الشعوب في ذلك أكثر من أن تحصر، فأين كان الأمريكيون -الشماليون والجنوبيون-؟ وأين كان الأستراليون واليابانيون والكوريون؟ بل أين كان -حتى عقود قليلة- اليهود والألمان؟ بل الإيرانيون أنفسهم، قبل أن يفرضوا مشروعهم ومشروعيتهم على العالم..؟! ولما كان لكل أصحاب ملة أو نحلة في عصرنا وقبل عصرنا مشروعهم الخاص بهم والمنطلق من عقائدهم وأيديولوجياتهم دون مواربة أو استخفاء أو استخذاء: كــ (المشروع الصهيوني اليهودي)، و(المشروع الغربي المسيحي)، و(المشروع اليساري الشيوعي)، و(المشروع الإيراني الشيعي)، و(المشروع القومي العربي العلماني)، و(المشروع الكردستاني القومي العلماني)، فكذلك يجب أن يكون لأهل السنة مشروعهم الخاص بهم والمعلن باسمهم ووصفهم والمنطلق من عقائدهم وخصائص طائفتهم التي نطق الوحي المعصوم بأنه لا ملة ولا طائفة على الحق الكامل غيرها.