ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التجربة الماليزية: دراسة حالة

المصدر: التقرير الاستراتيجي الرابع عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة والخروج من التبعية
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: سعد الدين، نرمين (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2017
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1438
الصفحات: 131 - 154
رقم MD: 804602
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

347

حفظ في:
المستخلص: تُعد ماليزيا دولة إسلامية ذات مقومات كبيرة حقَّقت خلال نحو عشرين عامًا قفزات هائلة في التنمية البشرية والاقتصادية، وتبدلت الأمور بها؛ إذ لم تكن ماليزيا في بادئ الأمر سوى دولة زراعية تعتمد على إنتاج السلع الأولية، وخاصة القصدير والمطاط ونخيل الزيت، ثم تحولت من بلد يعتمد بشكل أساس على تصدير بعض المواد الأولية الزراعية إلى بلد مصدِّر للسلع الصناعية، في مجالات المعدات والآلات الكهربائية والإلكترونيات، وتتمتع بالاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، بل وتحتل اليوم مركزًا مرموقًا في الاقتصاد العالمي؛ حيث أصبحت الدولة الصناعية الأولى في العالم الإسلامي. وتمكنت من تأسيس بنية تحتية متطورة، ومن تنويع مصادر دخلها القومي؛ من الصناعة والزراعة والمعادن، والنفط والسياحة، وحققت تقدمًا ملحوظًا في ميادين معالجة الفقر والبطالة والفساد، وتخفيض نسب المديونية، وارتفاع في متوسط دخل الفرد لأكثر من ستة عشر ضعفًا؛ حيث قفز متوسط دخل الفرد من 600 رنجيت عام 1980 م إلى 13.000 رنجيت عام 2002 م، كما ارتفعت قيمة الصادرات من أقل من 5 مليارات دولار عام 1980 م إلى 92.2 مليار دولار بحلول عام 2002 م، وانخفضت نسبة البطالة إلى.% 3.5 عام 2000 م، وانخفضت كذلك في نفس السنة نسبة الواقعين تحت خط الفقر إلى أقل من6 %. فكيف حقَّقت هذا النجاح؟ وما العوامل الداعمة لعملية التنمية سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا؟ إن التجربة الماليزية في التنمية تُعد من التجارب التي تمتاز بخصوصيتها وأهميتها بالنسبة لدول العالم الثالث، والتي يمكن السير على خطاها للنهوض من التخلف والتبعية الاقتصادية. ولها نهجها الوطني المتميز سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، استطاع أن يحقِّق لها تحرير الإرادة، وانتهاج سياسة تنجز لها مصلحتها، وتطبق بها مبادئها لتخرج من أسر التبعية للغرب أو للشرق، فضلاً عن خروجها من الأزمة الاقتصادية التي عصفت بدول جنوب شرقي آسيا في عام 1997 م، وعدم خضوعها لشروط صندوق النقد والبنك الدوليين التي تريد أن تتحكم في مصير ومستقبل البلاد على هوى الغرب وإرادته. فعالجت الأزمة عبر برنامج اقتصادي وطني حر ومتميز؛ من خلال المبدأ الإسلامي الذي يجعل الإنسان محور النشاط التنموي وأداته، وكانت الخلفية الاجتماعية حاضرة في التجربة الماليزية؛ بحيث قاربت بين الفوارق الطبقية، وعملت على مكافحة الفقر، وحماية الأسرة، وإعانتها؛ بالقضاء على البطالة، والتوسع في التصنيع والصناعات الصغيرة، والتوسع في الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، فكانت مثالاً يُحتذى في تحرير الإرادة السياسية، وتطبيق مخططات اقتصادية تراعي معها النواحي الاجتماعية.