ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مهمة العلماء المصلحين في كسر التبعية

المصدر: التقرير الاستراتيجي الرابع عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة والخروج من التبعية
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: كامل، عبدالعزيز (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2017
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1438
الصفحات: 371 - 387
رقم MD: 804687
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

26

حفظ في:
المستخلص: التبعية في جوهرها ألوان من التقليد المذموم الناشئ عن الهزيمة الفكرية والمنشئ للولع بالعدو، والوله بما عنده، وهذا ما نعاه القرآن على أقوام من الأولين، وتورط فيها فئام من الآخرين، دون تعقل أو تفكر أو روية، فساروا في ركاب أعدائهم حتى صاروا مأسورين لهم في ظواهرهم وضمائرهم، والتبعية المعاصرة قد تكون اختيارًا عن جهل وغفلة؛ وقد تكون اضطرارًا وانجرارًا بالعسف والقيود تحت وقع الاحتلال القسري لأرض أو الإرادة، وفي كلتا الحالتين فإن ذلك لا يكون إلا في غفلة أو تغافل من حراس الحصون، وهم أهل العلم والفكر والرأي. وإذا اقتصر خطر التقليد وآفات التبعية على بعض مسارات الحياة، فذلك خلل يُتدارك ومرض يُعالج، أما إذا اتسع الخرق على الراقع، وتعددت أوجه تلك التبعية - وبخاصة في الفكر والاعتقاد - فإن ذلك لا يعد إلا استلابًا حضاريًّا أو واحتلالاً ثقافيًّا يستوجب نفيرًا علميًّا دعويًّا، في مواجهة جادة وعلاج شامل. إن آفة الأمة في حاضرها الراهن وماضيها القريب؛ هي شغور بعض ثغورها مما ينبغي لها ويليق بها من الحراسة الفكرية والحماية المنهجية، وترك الجهاد بالحجة واللسان، بما يوصل للقعود عن الجهاد بالسيف والسنان، فعند ذلك تُقتحم الحصون بسبب عدم الحصانة، وهو ما يسمح بنفاذ كل غريم غريب، ليحظى بعد النفاذ بشدة السطوة وقوة النفوذ. وإن الحصانة المنهجية التي يتعين على أهل العلم حراستها، هي التي تقي الأمة وتقويها وتقومها أفرادًا وجماعات ومجتمعات، وتحميها من الأدواء والآفات. ووهن تلك الحصانة هو ما يستجلب مرض " فقدان المناعة"، فيتسبب هذا) الإيدز الفكري( في توارد اختراق الأمراض والعلل على اختلاف صنوفها دون أن تكون هناك قدرة من المرضى أو الأطباء على رصد التسلل فضلاً عن صد الهجوم. والشأن أن التبعية لا تأتي كلها بالارتهان للخارج الأجنبي، بل تكون كثيرًا ارتهانًا لخائن أو ضالّ يروِّج لها أو يكره عليها في داخل البلاد، لهذا كانت ثنائية) المنافقين والكفار( في صفوف الأعداء هي مستودع الأخطار. ولا سبيل للنجاة من التبعية إلا بالاستمساك بالمنهاج القويم، الحافظ من التقليد المَرَضي والتبعية المردية، وهو المنهاج الذي كان ولا يزال سر خيرية الأمة وضمان عزتها على مر تاريخها. إن مهمة الأنبياء ووظيفة المرسلين على مر الدهور والسنين كانت دائمًا في ثلاثة أمور؛ هي: التعريف بالله وما يليق به وما لا يليق، وبالطريق الموصِّل إليه من الشرائع بمأموراتها ومنهياتها، وبالغاية والمصير بعد المسير فيه أو الانحراف عنه. وهذه المهام هي عينها ما وُسِّد أمرها إلى العلماء الربانيين الوارثين لوظيفة النبوة، فكانوا لها وأهلها.