المستخلص: |
نعرض في هذا البحث مناقشة أبي حامد الغزالي لموقف الحكيم اليوناني جالينوس في أن الشمس جسم أثيري لا يعتريه الفساد والذبول. ومن المعروف أن موقف جالينوس في هذه المسألة يمثل موقف جل فلاسفة اليونان وعلى رأسهم أرسطو طاليس. وقد عرض الغزالي لهذه المسألة في حيثيات مناقشة أزلية العالم وأبديته في كتاب تهافت الفلاسفة. يتبين لنا من البحث أن الغزالي يجيز ذبول الشمس وفسادها مستنداً إلى مبدأ أن الأجرام السماوية هي من جنس مكونات الأرض لا تختلف عنها بشيء. ولا يمنع عنده من فساد الشمس الاحتجاج بعدم رؤية حصول نقص في جرمها، لأن النقص المتوقع حصوله في جرم الشمس ضئيل بالقياس إلى جرمها الكلي، فضلاً عن ان معرفة ذلك باستخدام علم المناظر لا تعرف إلا بالتقريب. ويقف ابن رشد مدافعا عن رأي جالينوس وفلاسفة اليونان مستندا إلى مبدأ أن الأجرام السماوية مؤلفة من عنصر آخر هو غير العناصر الأربعة المعروفة، وبالتالي فإنه يرى أن الشمس لكونها جسماً أثيرياً من عنصر خامس فإنها أبدية لا يعتريها الفساد والذبول. حقائق العلم المعاصر أثبتت صواب رأي أبي حامد وخطأ ما ذهب إليه فلاسفة اليونان وابن رشد.
In this paper we attempt to expose the opinion of Al-Ghazali with respect to the question of the degeneration of the Sun, as opposed to Galen’s opinion. Galen believed that the Sun, being a heavenly body that is composed of the fifth element Ether, is not eligible to deterioration and degeneration. On the contrary, Al-Ghazali believed that the Sun may deteriorate refuting the objection raised by astronomers that no degrading of the Sun is seen throughout the past ages. Al-Ghazali correctly argues that the estimated degrading in the mass of the Sun is expected to be very small which makes it undeterminable by direct observations. Modern scientific astrophysical analysis supports Al-Ghazali's point of view.
|