المصدر: | مجلة مدارات |
---|---|
الناشر: | جمعية مدارات معرفية |
المؤلف الرئيسي: | بوغديرى، ياسين (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع27,28 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
تونس |
التاريخ الميلادي: |
2017
|
الشهر: | شتاء |
الصفحات: | 13 - 32 |
DOI: |
10.12816/0038515 |
ISSN: |
0330-7565 |
رقم MD: | 808190 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
نكتشف جنون المجنون من كلامه، وكلامه كان المجال الذي تتأتى فيه ممارسة ما هو موروث وإن كان لا يحظى بالعناية والإصغاء. لم يكن أي طبيب قبل نهاية القرن الثامن عشر ليفكر في معرفة ما يقوله المجنون في كلامه (لا كيف يقال ولا لماذا يقال) مع أن هذا الكلام كان يمثل فارقا مميزا. كان خطاب المجنون مع كل حجمه يعزي إلى نوع من الصخب، وإذا حدث أن ظفر بالكلمة فلكي يرمز من على مسرح يخطر فيه أعزل مسالما ما دام يمثل عليه دور الحقيقة ذات القناع" غير أن "فوكو" في هذا الدرس نفسه، يعمم "هامشية" المجنون حتى إلى عصرنا الراهن بالرغم من أن كلام المجنون أصبح مسموعا بل أصبحنا نتحسس هفوات المجنون في هفواتنا وزلاتنا ويعلل "فوكو" ذلك بالشبكة المؤسساتية "التي تتيح للبعض (طبيبا كان أم محللا) أن يصغي لهذا الكلام وتتيح الوقت ذاته للمريض أن يتكلم أو يعرض يائسا عن كلامه البائس، يكفي أن نفكر في كل هذا لنرتاب في أمر الموروث. ذلك أنه بدل أن يزول يظل يعمل طبقا لخطوط مختلفة ومن خلال مؤسسات جديدة وبمفعول آخر ليس هو المفعول ذاته، فعندما لا يكون دور الطيب سوى إرهاف السمع للكلام الحر فإن السمع بدوره قد لا يتأتى إلا مع التوقف الصامت العارض بين أجزاء الكلام لا سيما إذا كان الإصغاء يتعلق بخطاب يقع تحت استغلال الرغبة ويعد مشحونا بسلطات رهيبة (مادام مترعا بمزيد من الحماسة أو بمزيد من الضجر). أجل إذا كان صمت العقل مطلوبا في شفاء شواذ من الخلائق يكفي عندئذ أن نستنفر الصمت، وعندها الموروث قائما مقيما" إن "فوكو" أراد الحفر في العقلانية الغربية الكلاسيكية من أجل مراجعة مفاهيم "الحداثة"، و"التقدم"، و"العقلانية" وذلك على ضوء الانفتاح على اللاعقل وعلى الجنون وعلى الهامشي بشكل عام الذي أقصي في العصر الكلاسيكي. |
---|---|
ISSN: |
0330-7565 |