المستخلص: |
يحاول هذا الأدب الصغير (Littérature Mineure) تجاوز مراحله الأولى، أي من الانخراط الغامض في الهوية الكولونيالية فالتحول إلى أدب مقاومة في الخمسينيات والستينيات، إلى أدب يعيد النظر وبقوة في البنية السردية المؤسسة للنظام السياسي في السبعينيات والثمانينيات، ومن ثم إلى الدخول في صراع حاد مع الحركات الإسلامية، وبخاصة المسلحة منها في التسعينيات. ويمكن القول أن مرحلة "ما بعد الإرهاب"، ستسمح للأدباء الذين كانوا "يجمعون" في كتاباتهم حول موضوع مركزي، أي الإرهاب الإسلامي، إلى الانتقال إلى ما يمكن تسميته ب" الانفجار الموضوعاتي"، ليأخذ سبلا عديدة مثل رواية السيرة الذاتية والرواية التاريخية والرواية العائلية، لكن ضمن الخروج عن الدوكساوالحس المشترك والاحتجاج عليه و انتقاد كل الرموز التي اكتسبت شرعيتها من القصص المؤسسة للدولة الوطنية والتحليق بعيدا عنها، إلي محاولة الانخراط في العالمية بأشكال مختلفة. والجدير بالذكر أن هذه الحركة التي يشهدها الأدب الجزائري سواء المكتوب باللغة الفرنسية أو ذلك المكتوب باللغة العربية لا يخرج عن إطار التحولات التي أحدثتها الشوملة والتهجين (Hybridité) التي تجد أسسها الإبيستيمولوجية في مفاهيم ونظريات ما بعد الكولونيالية وما بعد الحداثة وما بعد البنيوية. إن هذا الأدب الصغير يحاول أن يتجاوز وضعه لكي يكون "كبيرا" ويخضع بالتالي لآليات "اليد الخفية" حسب أدم سميت، بكل وعي ومسؤولية، ولكل أديب يخوض مغامرته الأدبية انطلاقا من استراتيجية محكمة ومدروسة.
|