المستخلص: |
اكتست مسألة التعليم غداة استقلال البلاد التونسية بعدا استراتيجيا في سياسات الدولة الفنية لما للتعليم من أهمية في بناء دعائم الدولة الوطنية الحديثة بالاعتماد "على كفاءاتها الوطنية وثقافتها القومية" والقطع مع الماضي الاستعماري وقد تجسدت ملامح الفلسفة التربوية الجديدة بإصدار قانون إصلاح التعليم لسنة 1958 الذي كان من بين أهدافه الطموحة دمقرطة التعليم بتعميمه بين كل شرائح المجتمع التونسي وتوحيده وتعريبه وتوفير كل الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق ذلك، وذلك في إطار مخطط عشري للتعليم، أشرف على تنفيذه محمود المسعدي كاتب الدولة للتربية القومية إذ من سنة 1958 إلى سنة 1968. ومن هذا المنطلق رأينا من المفيد رصد مدى إقبال التونسيون على المدرسة الوطنية؟ ومدى تقبلهم للسياسة التربوية الجديدة؟ وإلى أي مدى نوفرت لهذا المشروع الإمكانيات المادية والأرضية الملائمة لتطبيقه بما يستجيب مع طموحات الفاعلين السياسيين آنذاك ورهانهم على التعليم؟، وذلك من خلال مقاربة مجهرية لبعض المدارس بالجنوب الشرقي التونسي تعتمد على عينة من سجلاتها التاريخية، وقد دعمناها ببعض التقارير والمراسلات والإحصائيات الرسمية التي تناولت الوضع التعليمي على المستويين المحلي والوطني. وللإجابة عن هذه الأسئلة ستقوم برصد مؤشرات زيادة الطلب الاجتماعي على التعليم وحلولها ثم ستقوم بقراءة في إطار التدريس والبنية التحتية للتعليم.
Following independence, the issue of teaching took on a strategic dimension following independence in the politics of the State, especially considering their importance in the construction of the modem national State. In effect, the national education programs were established during the reform of the education system in 1958, which had as an objective the “democratization” of teaching, arabization, and the unification of the school system. Within this framework, we proposed to see, across the example of the schools in south-eastern Tunisia, how this reform was applied. The policy of the State, combined with a social demand for teaching, explains the increase in the number of students and educators between 1958 and 1968. However, economic, social, and cultural obstacles persisted; it explains the diversity of cases and the solutions they brought.
|