المصدر: | المؤتمر الدولي القرآني الأول: توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات المعاصرة |
---|---|
الناشر: | جامعة الملك خالد - كلية الشريعة وأصول الدين |
المؤلف الرئيسي: | الوغليسي، محمد الأمين مقراوي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2016
|
مكان انعقاد المؤتمر: | أبها |
الهيئة المسؤولة: | جامعة الملك خالد - كلية الشريعة وأصول الدين |
التاريخ الهجري: | 1438 |
الشهر: | محرم |
الصفحات: | 411 - 449 |
رقم MD: | 838005 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
قعد الإمام مالك قاعدة كلية إصلاحية كبرى، تعتبر الحل الأنجع لكل مشكلات الأمة الإسلامية المعاصرة، حيث يقول: لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وقد وعي السلف هذه الحقيقة، فسعدوا وسادوا العالم، وتخلف عنها الخلف فنالهم من الشقاء الكثير، ولهذا كانت الدعوة إلى الرجوع إلى القرآن الكريم، وتحكيمه بحق في حياتنا فريضة شرعية، وضرورة حضا رية. لقد كانت العرب في الجاهلية تعيش في ظلمات الجهل والاستبداد، حتى صار من المألوف أن يئد الأب ابنته، وأن ينكح الرجل أمه، وأن يقتل الرجل في الشيء التافه، حتي نزل فيهم الوحي، الذي أخرجهم من ظلمات التوحش، الى نور التوحيد والتحضر السامي، ومن رعي الإبل إلى رعي الأمم. وكان الاستبداد بكل صوره وقتها، من أبشع ما عانته البشرية قبل مجيء الإسلام، فنزل القرآن الكريم يفكك الدعامات التي قام عليها الاستبداد، وأبرزها أرضية الجهل، التي تقتل في الإنسان إنسانيته، وتخرجه من الفطرة السليمة، إلى طبيعة العدوان والظلم، كما عالج آثار الاستبداد، والتي علي رأسها الفساد بكل مظاهره، فتغير حال الإنسان الجاهلي من القسوة إلى الرحمة، ومن العدوانية إلى التواصل الحضاري، ومن نفسية الهدم إلى رحابة البناء، ومن الذاتية والأنانية إلى البحث عن المصلحة العامة. وجمع القرآن الكريم بين معالجة أسباب الاستبداد، وبين معالجة أثاره، فوضع آليات إجرائية للقضاء على آثاره، ووضع كليات تحسم مادته وأسباب ظهوره في الحاضر والمستقبل، فكان العلاج وقائيا وإجرائيا، حيث أمر بالتوحيد، الذي من معانيه أن يكون العبد حرا لله، متحررا من عالم الأشياء، وربط الإنسان بعالم القيم والأخلاق، فأمر بالعدل ليعم الاستقرار وتزدهر الحضارة، وينتشر التعمير، وحض على الشورى ليعم التراضي وتنتشر الثقة بين الراعي والراعية، وجعل التقوى معيار التفاضل، وأزاح بذلك صنميات كثيرة طالما استعبدت البشر، ودعا إلى الأخوة والتعاون، ليقضي على الأمراض الداخلية للمجتمعات، وأبرزها: التعصب للحزبيات والعرقيات. وكان الاستبداد المالي مما عالجه القرآن، فأمر بالعدالة في توزيع الثروات، ومنع الربا والرشوة والاحتكار، وحض على رعاية الضعفاء، وأوصى باليتامى، كما رعي شؤون السفهاء والمجانين. أما الاستبداد الفكري، فقد كان القرآن واضحا في الحث على القراءة والكتابة، فالمجتمع المتعلم والمثقف، أبعد عن الشركيات والخرافات والتناحر، إذا ربط العلم بالخشية، وبالتقرب الى الله، وجعل سبيلا لعمارة الأرض، وتكريم الإنسان؛ ولذلك نهى القرآن عن تعلم العلم لاحتقار الناس وإذلالهم، وحذر من كتمه، وتوعد من تعلم ثم لم يفعل العلم لإزالة الفساد والظلم والشرك. أما الاستبداد الاجتماعي فقد عالجه القرآن بتكريم الإنسان رجلا وامرأة، وتعظيم أمر الزواج والطلاق، وأعطى للأطفال حقوقهم، وجعل للوالدين مكانة عظيمة، ورتب المعاملات التي قد يجز الاختلاف فيها إلى ظهور الخصومات الاجتماعية، فرتب مثلا مسائل الميراث ليحسم مادة الخلاف، ويغرس الاستمرار في الأسرة والمجتمع. لقد التفت الكثير من المفسرين الى معالجة القرآن لظاهرة الاستبداد، التي تشكل أس المشكلات الاخرى، فنبهوا الى ضرورة الاخذ بوصاياه، والتمسك بأحكامه، والدوران مع شريعته، فتوارث المسلمون بذلك كنزا من الدراسات القرآنية المبنية على منهج السلف، والتي تعد بحق مصدرا هاما للنظر في حلول وعلاج المشكلات المعاصرة، وعلى رأسها الاستبداد بكل أنواعه، السياسي، والاجتماعي، والأسرى، والمالي، والعلمي. ان هدف هذا البحث بناء تصور سليم عن الاستبداد، واستخراج المنهجية القرآنية التي من خلالها يمكن القضاء على مشكلة الاستبداد، من خلال الدراسات القرآنية. التي وضحت المنهج السليم، وبينت الرؤية الصحيحة، والنموذج الأصلح. |
---|