ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







حفريات فى الاستبداد والمقدس

المصدر: يتفكرون
الناشر: مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث
المؤلف الرئيسي: بنحمودة، عمار (مؤلف)
المجلد/العدد: ع8
محكمة: لا
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2016
الصفحات: 94 - 109
ISSN: 2421-9975
رقم MD: 987644
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

9

حفظ في:
المستخلص: نسعى، في هذه الدراسة، إلى مقاربة مفهوم الاستبداد، وعلاقته بالمقدس الديني، من خلال الحفر في طبقاته اعتادا على المنهج الفو كولتي، وقد آثرنا الانطلاق من الفترة النبوية باعتبارها فترة تأسيسية، ونتيجة الارتباط الوثيق بين نشأة المقدس الإسلامي وبداية الدعوة النبوية، فأما طبقات الحفر فإنها تتجه نحو مجالات معرفية مختلفة وعينات متنوعة عددناها الأسس التي قام عليها مفهوم الاستبداد المقدس. وقد اختلفت أنماط الخطاب المقدس، التي أسست لشرعية الاستبداد. وأما مقاصدنا من وراء ذلك، فهي نقاش فرضية مفادها أن الاستبداد لا يمكن أن يقف عند حدود الممارسات السياسية، وإنما هو مفهوم يتجسد في كثير من المجالات المعرفية. فلئن بدا الاستبداد، في عصرنا، حمالا لشحنة سلبية، فإنه قد كان، في الفترة التي ننوي مقاربتها، أمرا طبيعيا، تفرضه طبيعة العقل الإنساني، وتؤيده المنظومات الفكرية على اختلافها، ولذلك ليس من قبيل الإساءة إلى المقدس اعتبار الخطاب الديني منتجا للاستبداد، فلا يزال خطاب الإمام، الذي يتخذ مكانا منتبرا، يهيمن على المصلين الذين حرموا حق نقاشه وتعديل آرائه، ويتعالى بالحقائق التي يقدمها عن مواقف السامعين، ولا يزال رجل الدين يعتقد أن قوله هو الفصل بحكم منزلته المقدسة، وما يزال الناطقون باسم السماء يعتقدون، في قدرتهم عل التدخل في كل صغيرة وكبيرة، من خلوة الرجل بزوجته، وأبسط قواعد طهارته، إلى قرارات الحرب بين الدول. وهو ما يكشف أن الخطاب الديني مسكون بروح الاستبداد واحتكار الحقيقة، وأن الناطقين باسمه يستبدون بآرائهم على غيرهم باحتكارهم فهم الشريعة وتشريع القوانين. إن هذا الوضع هو ما يدفعنا إلى الحفر في طبقات الاستبداد، وعلاقته بالمقدس الديني، في الممارسات السياسية، ومباحث التاريخ، والفقه، وعلم الكلام. وهي مجرد عينات لاستبداد تشعبت مسالكه، وخفيت أساليبه، لا ندعي بها الإحاطة بجميع تجلياته وخفاياه.

ISSN: 2421-9975