المستخلص: |
لقد أثرت عمليات العولمة بشكل كبير على مفهوم السيادة في صورتها المطلقة التي لم تعد مقبولة في العصر الحديث، نظرا لاعتراف الدول بوجود حاجات مشتركة واقتناعها بضرورة التعاون لإيجاد حلول ناجعة لها من خلال إبرام المعاهدات وتأسيس المنظمات الدولية التي تتضمن مواثيقها التأسيسية أحكاما مقيدة للسيادة وفي نفس الوقت تكرسها وتسعى للحفاظ عليها وذلك بالنص على مبدأ السيادة والعديد من المبادئ المرتبطة به والمشتقة منه والخادمة له، كمبدأ عدم التدخل المنصوص عليه في المادة (2/7) من ميثاق هيئة الأمم المتحدة الذي يشكل قيدا عاما على جميع أجهزتها ومختلف أنشطتها دفاعا عن السيادة لكن في صورتها التقليدية، إلا أن التغيير الذي طرأ على الأصل لم يستثن الفرع فأصبح مبدأ عدم التدخل يفسر تفسيرا مرنا بدلا من التفسير الجامد وأخذ القطاع المحجوز للدول يتقلص شيئا فشيئا لصالح النظام الدولي، وأفسح المجال أمام تدخلات هيئة الأمم المتحدة في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء من خلال التفسير الموسع للمواد المتعلقة باختصاصها إعمالا لمبدأ فاعلية المنظمات الدولية.
Globalization had a great impact on the notion of sovereignty in its absolute aspect, which is no longer acceptable in modern era given that the states acknowledged the necessity of cooperation in order to reach effective solutions by concluding agreements and creating international organizations of which constitutive charters contain provisions that seek to preserve sovereignty through many principles deriving from it, such as the principle of non intervention stipulated in the article 7/2 of the UN treaty. However, the said principle of non intervention started to give a flexible interpretation rather that rigid interpretation, and the states reserved sector began to retract gradually in favor of the international system, in addition to this, they opened the way for UN intervention in internal affairs of member states by the interpretation of the articles regarding its specialties pursuant to the principle of effectiveness of international organizations.
|