المستخلص: |
سلط المقال الضوء على الجذور التاريخية للتعليم في السودان؛ حيث يُعد نظام التعليم الإسلامي الذي أخذت به سلطنة الفونج في مطلع القرن السادس عشر وهو نظام الخلوة القاعدة الأولي التي ارتكزت عليها أنظمة التربية والتعليم في السودان وقد أدخل نظام الخلوة التعليمي بهدف الحفاظ على التراث الإسلامي ونقله للأجيال المتعاقبة عن طريق تدريس تعاليمه حول نار القرآن الكريم، ثم تطورت الخلاوي إلى مؤسسات تعليمية تدرس فيها علوم اللغة والفقه والحديث بجانب التربية الروحية والأخلاقية المنبثقة من تعاليم الصوفية، وذلك نتيجة لاحتكاك السودان بالدول العربية المجاورة كالحجاز ومصر، ولأن المنهج القرائي والكتابي كان العمود الفقري لنظام الخلوة والمسيد. وأشار المقال إلى أنه عند دخول الحكم التركي في السودان تطور النظام التعليمي وأخذ شكلاً علمانياً واضحاً حيث أدخل نظام الكتاتيب الذي اختلف عن النظام السابق شكلاً ومحتوي بينما أخذ بنظام الخلوة يتأرجح بين الازدهار والاضمحلال نتيجة لميول الولاة الأتراك السياسية وحماستهم الشخصية، كما أنه عند قيام الحكم الثنائي مع فجر القرن العشرين التقت الحضارتان الشرقية والغربية في أرض السودان وأضافتا أبعاداً جديدة للنظام التعليمي، أما عند بداية العقد الثالث من القرن الماضي بدأ المستعمر بفقد الثقة في المتعلمين وأخذ الوعي القومي ينتشر بين المثقفين نتيجة احتكاكهم بالحركات الوطنية خارج القطر وبلغ الشعور الوطني ذروته في ثورة 1924م فأخذت الحكومة بنظرية "لوقارد" التي كانت تدعو إلى تطبيق نظرية الحكم غير المباشر وذلك بتنظيم الحكم القبلي وتعليم صفوة مختارة من أبناء زعماء القبائل. وقد خلص المقال إلى أنه مع إدخال التعليم العلماني أبان الحكم التركي ثم تطويره خلال الحكم الثنائي مع ربطه بالإعداد الوظيفي فقد كان حبيس التطورات السياسية والأهداف الاستعمارية، ثم دفعت القوي الشعبية بالتعليم إلى الإمام نتيجة الشعور القومي والإحساس الوطني فكان التوسع الأفقي والأخذ ببعض مشاريع الإصلاح إلى أن استقر النظام التعليمي في وضعه الحالي نتيجة الثورة التعليمية كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|