ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







دور المؤسسات التعليمية في تحقيق الأمن: الواقع والطموح

المصدر: مجلة الدراسات المالية والمصرفية
الناشر: الاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية - مركز البحوث المالية والمصرفية
المؤلف الرئيسي: البلوشي، حامد بن عبدالله بن حامد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج25, ع2
محكمة: لا
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2017
الصفحات: 33
ISSN: 1682-718X
رقم MD: 871457
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

291

حفظ في:
المستخلص: تهدف المسؤولية المجتمعية بمفهومها الواسع ومعناها العميق إلى خدمة المجتمع والارتقاء والنهوض به في مختلف جوانب الحياة والتصدي للمشكلات والتحديات التي تواجهه والبحث عن أفضل الوسائل والأساليب وأنجعها لمعالجتها. إن قضية الأمن واحدة من أهم قضايا العصر لأنه يشكل هاجسا يؤرق الأفراد والمجتمعات والدول التي تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وأصبح الأمن أمنية غالية ونعمة مفقودة في كثير من البلدان. ويعتبر الأمن أحد المقومات الرئيسة في تحقيق التنمية في كافة مناحي الحياة وهو من أهم الحاجات النفسية والاجتماعية للمواطن بعد الحاجات الفسيولوجية، والاستقرار الأمني ضروري لتحقيق التنمية الشاملة للمواطن والوطن وتحقيق الاستقرار والرفاهية لعالمنا العربي ويسهم في عمليات تقدمه وتطوره بين شعوب العالم. كما يعد الأمن بمفهومه الشامل عملية اجتماعية واعية وموجهة ومستمرة ومتجردة لأنها تعبر عن احتياجات المجتمع المتزايدة والتي تساهم فيها كل قطاعاته، أما كونها موجهة فيعني أنها ترمى لتحقيق أهداف حفظ التوازن الاجتماعي لضمان مسار عملية التطور الحضاري في درب الرقي الإنساني، إن الأمن كان ومازال وسيظل أبدا لصيق الصلة بحاجة الأفراد والجماعات للتواجد والاستمرارية وحفظ النوع ومن ثم فالأمن هو أحد أعمدة الحياة التي لا يمكن أن تستقيم بدونه سواء في عموميتها أو مفرداتها الجزئية. إن الأمن هو مسؤولية الجميع ولكنه في حق المؤسسات التعليمية أهم لأن هذه المؤسسات تضم شريحة كبيرة ومهمة من أبناء المجتمع وتمثل خط الدفاع الأول للحفاظ على الناشئة من أي انحرافات فكرية وتكون سدا منيعا لما تتعرض له المجتمعات اليوم من الفتن وفقدان الأمن والاعتداء على الناس في عقولهم ومعتقداتهم وعليها مسؤوليات كبيرة وجسيمة للقيام بهذه المهمة، فهي الحاضن المهم والرئيسي للشباب من السن المبكرة وحتى الانتهاء من الدراسة الجامعية. وعلى المؤسسات التعليمية أن تولي الأمن الفكري اهتماما بالغا وعناية فائقة أكثر من أي وقت مضى نظرا إلى أهميته بين أنواع الأمن الأخرى ولمواكبة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم اليوم وما تتعرض له مجتمعاتنا من غزو فكري نتيجة العولمة والانفتاح الإعلامي وتعدد مصادر الحصول على المعلومات وما نتج عنها من تغير الأفكار والمفاهيم والسلوكيات الجديدة الدخيلة على مجتمعاتنا أفرزت واقعا جديدا بحاجة إلى استيعابه والتعامل معه وأضفت على الأمن في هذه المجتمعات مفهوما اجتماعيا جديدا حيث إن استتباب الأمن والنظام ضمانا حيويا للاستقرار الاجتماعي في هذه الدول وضرورة للتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي المقابل في حالة حدوث أي خلل أو تقصير من المؤسسات التعليمية في القيام بأدوارها في الأمن الفكري سيترتب على ذلك خطورة على هوية الدولة ومستقبلها وخاصة في عصر العولمة والانفجار المعرفي والانفتاح الثقافي. إن ما نشاهده اليوم بين أوساط الشباب من مظاهر الغلو والتطرف والتكفير والانقسامات الفكرية الحادة والصراعات والتناحر بين التيارات والاتجاهات المختلفة ألقى بظلاله على وحدة المجتمعات وأمنها وأظهر وجود قصور في دور المؤسسات التعليمية وعدم مواكبتها لقضايا العصر ومستجداته. لقد آن الأوان أن تقوم المؤسسات التعليمية بدورها المنشود في وقاية الشباب وحمايتهم من الأفكار الضالة والمعتقدات المنحرفة التي تؤدي الى تمزق المجتمع والنيل من أمنه واستقراره وزرع العداوة والبغضاء والفرقة بين أفراد المجتمع الأمر الذي يؤدي الى نشر الفوضى واختلال الأمن والعبث بالمكتسبات وانتشار الجرائم. كما أن على المؤسسات التعليمية بكل مستوياتها من الحضانة إلى الجامعة أن تقوم بدور مهم في تكوين الهوية الوطنية وغرس قيم المواطنة وتكريس الانتماء للوطن ووجوب صونه وحمايته والذود عنه.

ISSN: 1682-718X

عناصر مشابهة