ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مستويات لغة الرواية: دراسة في ثلاث روايات معاصرة

المصدر: المؤتمر النقدي الثالث عشر لقسم اللغة العربية: الرواية العربية - الواقع والآفاق
الناشر: جامعة جرش - كلية الآداب - قسم اللغة العربية
المؤلف الرئيسي: كحيل، سعيدة (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2010
مكان انعقاد المؤتمر: جرش
رقم المؤتمر: 13
الهيئة المسؤولة: قسم اللغة العربية ، كلية الآداب ، جامعة جرش
الشهر: أبريل
الصفحات: 174 - 189
رقم MD: 874329
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

231

حفظ في:
المستخلص: L'étude des niveaux de langues du roman tire son importance à partir des valeurs humaines et littéraires car toute réflexion sur la langue transfert le centre d'intérêt de l'auteur (le romancier) et son œuvre vers l'identité, la distinction, l'écriture et la.lecture. Nous avons opter pour une étude de trois romans tirés à partir de la littérature arabe moderne, qui présentent en même temps des différences et des similitudes dans l'emploi des niveaux de langues. C'est précisernent dans cette optique que se situe notre étude. Nous essayerons de répondre à la question suivante : Quelles langues doit-on employer dans la rédaction du roman ? Peut-on développer le roman .pour rendre une œuvre originale.

The study of the registers of the nove! draws its importance from human and literary valeures because any reflexion on the language transfers the interest center of .the author (the novelist) and his work to identity, distinction, writing and reading We will choose ta study t hree navels from the modern Arabie literature, which present at the same time differences and similaritîes in the use of the registers. And that is what our work is about. We will try to answer the following question: Which languages shall we employ in writing the nove!? Can we développe the novel to make an original works?

برهن النقاد على وجود اتجاه فكر روائي للغة يتجلى في الوعي بالشكل الروائي ووعي الكاتب بتاريخ اللغة التي يستعملها والمتخيّل الذي يُحمّلها إياه واستيعاب لتغير الواقع المتجدد والتوجه إلى خلق لغة جديدة للرواية المعاصرة مبنية على مستويات توظيف تبدو فيها قصدية جعل اللغة البطل الوحيد الملقن للرسالة وهو ما يذكرنا بقول المفكر عبد السلام المسدي الذي يجعل سلطة السياسة قرينة سلطة اللغة ويراهن على هذه السلطة في الخطب والإبداع الشفوي والمكتوب ومنه الرواية. وإذا ربطنا بين هذا التوجه والخطاب الروائي العربي نلاحظ أن اللغة الروائية تطمح إلى التغيير بما بناسب تغيير الفكر والتعامل مع المحيط والعالم برؤية جديدة ذلك أن العلاقة بين اللغة والفكر والواقع الاجتماعي من جهةـ والوعي واللاوعي من جهة أخرى، في النص الروائي تتخذ أشكالاً متعددة، وخاصة أن الفن الروائي له إمكانية استيعاب خطابات وأجناس مختلفة، يقول"فيليب دوفور": "إن الشكل الروائي أضحى فضاءً ديمقراطياً يفرض على عدد لا حصر له من الأفكار والخطابات أن تتحاور داخله بمستويات لغوية متداخلة"(1). لقد صارت مسألة"اللغة الموضوع" أي التفاعل مع مستويات اللغة الروائية، من المسائل الحساسة والمعقدة، ولا سيما عندما نربطها بمسار التشاكل والتغاير، وذلك لأمرين: الأول: لم تتمكن الرواية العربية عموماً، منذ ظهور"زينب" من إنشاء اتجاهات كبرى فنياً وإيديولوجيا، كما تبلور في الرواية الأوربية(الهزلية، الفروسية، الرعوية، الاختبار، الواقعية ... إلخ. والأمر الثاني، يرتبط بمفهوم مستويات اللغة الروائية وسط كم هائل من المناهج اللسانية المتجددة والمتباينة باستمرار. ويمكن أن نخفف من حدة هذه الإشكالية إذا اعتمدنا الطرح "المنهجي"، يقول "ميخائيل باختين": "إن الرواية هي التنوع الاجتماعي للغات، وأحياناً اللغات والأصوات الفردية، تنوعاً منظماً أدبياً ..... الرواية هي مزيج من اللهجات الاجتماعية لمجموعة بشرية معينة.ورطانات(Jargons) مهنية، ولغات الأجناس التعبيرية وطرائق كلام بحسب الأجيال".(2) يرفض منظرو الرواية ونقادها كون اللغة نسقاً من الوحدات والمقولات النحوية المجردة، بل يعتبرونها كائناً اجتماعياً حياً، ومشبعاً إيديولوجياً، وعلى هذا الأساس يبني بعض النقاد مفاهيم حوارية اللغات/ الخطابات ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية والتاريخية والفلسفية والنقدية وغيرها. فما هي الآليات التي يتغيؤها المبدع والناقد في توظيف مستويات اللغة الروائية مع العلم أنهما مطلعان في الغالب على إجراءات التأليف والنقد الروائي المعاصر، بحكم تلقي التعدد اللغوي من لغة الآخر واستيعاب الثقافات الشفوية والمكتوبة. وهكذا يمكن القول إنه للكتابة القصصية والمسرحية والإبداع السينمائي بالإضافة إلى الصحافة والترجمة ومختلف أشكال المثاقفة الأثر الواضح في تطويع آليات الإبداع الروائي باللغة العربية وابتكار المفردات والتراكيب المتصلة بالراهن المعيش وحاجاته التعبيرية، بسبب ارتباط الفن الروائي بالحاضر والمستقبل، لأنه شكل مفتوح على عوالم لا متناهية، بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة والوعي الإجباري لخلق لغة المتخيل بجدلية اليومي المغّيب، الأمر الذي لا يحيل التوظيف لمختلف مستويات اللغة على المجامع والمعاهد لابتداع كلمات وعبارات جديدة تناسب هذا التحول في مجالات الحياة المختلفة.

وبهذا راحت الخطابات الروائية العربية والجزائرية على وجه الاختيار التطبيقي تتجاوز القاموس الموروث الحريص على نقاء اللغة العربية وصفائها، بدلاً من تطويع اللغة وتوسيع إمكاناتها التعبيرية من خلال توظيف آليات التنوع الكلامي والأسلوبي بكل تمظهراته، بالإضافة إلى أطر التعدد والتفكك اللغويين من مستويات وأنماط لغوية متباينة كما مثلته خطابات فترة ما بعد الثمانينات. وعليه فإن التوجه العام للرواية اليوم وغداً ينحو إلى الإبداع باللغة وداخلها، باعتبار أن اللغة لها محركها الذاتي وإمكاناتها الخاصة، فهي تتحرك وتتطور وسط التفاعل اللغوي الحي في المجتمع. يندرج هذا المسعى في إطار اشتغال مستويات الكتابة الروائية العربية على اللغة بأفق حداثي يتأسس على إعادة النظر في أدواتها ووظائفها داخل النص الروائي، ومن ثم التجديد فيها وبها لتتحدد خصوصية الرواية العربية متجاوزة النظرة التقليدية المنغلقة عن اللغة وإيحاءات الحظر والتحريم، فتصير موضوعاً بارزاً للتشخيص الفني الذي هو أساس أي تنوع كلامي وأسلوبي داخل الرواية، فيكون هذا التنوع مقابلاً للاتجاه الثابت والجاهز للغة، تنوع يحتضن لغة جديدة أو محتملة بما يناسب تحولات الراهن المتغيرة والمتجددة باستمرار، ومثل هذه الإمكانات تؤكد تغير اللغة الدائم ومرونتها في استيعاب مختلف الأجناس التعبيرية الأدبية وشبه أدبية وغير أدبية، تدخل هذه الأجناس الروائية محملة معها لغاتها الخاصة منضدة stratifiee وحدتها اللسانية تنضيداً تراتيباً. ويمكن القول، بهذا الصدد، إن دراسة مستويات اللغة الروائية تستمد أهميتها من قيم الإنسان وانتمائه وقيم الأدب ذاته، لأن أي تفكير في اللغة بإمكانه أن يتقل مركز الاهتمام من الكاتب وأعماله إلى مسألة الهوية والتميز والكتابة والقراءة..... إذا اعتبرنا هذه المعالجة فرضيات الدراسة فإن التجربة تقوم على اختبار واع لثلاث روايات عربية متمايزة في توظيف مستويات اللغة وهي "عابر سرير لأحلام مستغانمي "وسنعالج فيها بناء الشكل اللغوي من خلال التداخل في استعمال اللغات وفنيات السرد وإيهام القارئ عبر اللغة الرامزة المحلية على التأويل. أما الرواية الثانية فهي "رسائل حب لفرحان صالح "وهي أقرب إلى السيرة الذاتية الروائية تعتمد الحوار لتوجيه القارئ إلى تأويل عبر فك الرمز المحوري وتستنفذ التداخل بين اللغة السردية والشعرية لتؤكد التوجه الجديد للرواية المعاصرة. والرواية الأخيرة هي "ربيع حار لسحر خليفة "ابتعدت الكاتبة فيها بأسلوب الكتابة عن واقع اللغة التكثيفي المرمز، وخرجت بمضمون فكرتها/ الحدث، عن دائرة العمق الدلالي والفضاء التأويلي بلغة المباشرة ونقل البيئة اللغوية إلى لغة البيئة فجاءت الرواية تسجيلية توثيقية وظفت فيها المستوى العادي من فصاحة اللغة وأكثرت من الشعبي الرافد للتراث المعبر عن التجذر في الأرض والانتماء إلى لغة الناس مبدعي المتخيل الروائي في واقعه. نتغيأ من دراسة مستويات اللغة في الروايات المختارة توضيح مسائل الاختلاف في نحت المعمار الشكلي اللغوي في الرواية العربية المعاصرة سبراً لواقعها ورنوا لأفق الكتابة المنفتحة على مستويات لغوية مبررة وتجليات هذا السبر في مستوى جماليات الكتابة والتلقي وهو من باب العصف الذهني النقدي المعاصر في مسايرته لمواكبة الإبداع الجديد وتأصله المتشبث ببيئة المتخيل وبعيداً عن الإقحام المنهجي المتعنت سنسأل اللغة باللغة ونحاور عينات من الروايات العربية الحديثة ونقيس طبيعة التوظيف اللغوي ومستهدفاته الجمالية والفكرية.