المستخلص: |
ناقشت هذه الدراسة التشكيل الحسي في شعر الطبيعة العباسي في القرن الثالث الهجري، بهدف الوقوف على العديد من مظاهر الجمال في هذا الشعر. وقد اهتمت الدراسة بتقصي أشكال التعبير الفني عن جمال الطبيعة، كما جاءت في أشعارهم، فتناولت التشكيل الحسي وبواعثه في العصر العباسي، وكذلك السمات العامة لشعر الطبيعة، واهتمت بمدى توظيف الشعراء للتشكيل اللغوي في التعبير عن جمال الطبيعة، كما أفاضت الدراسة في تناول الصورة الشعرية، إضافة إلى التشكيل الموسيقي في شعر الطبيعة. وقد اعتمد الباحث على التحليل الفني لكثير من النصوص الشعرية لمجموعة من أشهر شعراء الطبيعة في هذه الفترة، التي تناولت مظاهر الطبيعة في شعرهم، وكيف تأثر الشعراء بتلك المشاهد المنوعة، فبرزت في أشعارهم، من خلال الأساليب اللغوية الفنية، فأدت التشكيلات اللغوية في النص إلى اتساع المساحة الإيحائية من خلال التشكيل الحسي. وتعد دراسة التشكيل الحسي في شعر الطبيعة، من أحدث الدراسات النقدية التي تعنى بإبراز القيم الجمالية، في القصيدة الشعرية، من خلال تحليل عناصرها التشكيلية، وفق الرؤية النقدية المتكاملة لمناحي الجمال، في ظلال إطار لغة الشعر وإيقاعه، ومن خلال الأبعاد الحسية والتخيلية التي تبدعها الذات الشاعرة. وتوصلت الدراسة إلى أن شعر الطبيعة احتل في القرن الثالث الهجري مركزا مرموقا لدى الشعراء، فخصصوا له قصائد كاملة، ومقاطع شعرية مطولة في بعض قصائدهم، حتى غدا معلما بارزا من معالم إبداعهم الأدبي، وعلامة فارقة في مسيرة حياتهم الشعرية. وإذ توصي الدراسة الباحثين بالاهتمام بالدراسات الموازنة في هذا الميدان، بما يساعد على إبراز الجمال الشعري في أبهى أشكاله، حين تعرض مظاهر التوافق والاختلاف بين العصور الأدبية وفي الأغراض المختلفة والمتشابهة.
|