المستخلص: |
كان نشوء مدرسة الكوفة وفق منهج مغاير لما كانت عليه مدرسة البصرة. وكان هذا الاختلاف المنهجي نابعا من طبيعة اختلاف الظروف المحيطة بكلا المدينتين: البصرة والكوفة؛ إذ كان من المحتم أن يكون منهج الكوفة قائما على الرواية والنقل والاهتمام بكل ما ينطق به أي عربي، مهما كان شاردا، ومهما اختلف عن غيره في أي خاصية من خصيصاته اللغوية عما يقول به الجمهور، وهو جمع بين الأداء والاستعمال في كلام العرب، الأمر الذي حدا بـبعض الدارسين المحدثين إلى دراسته وتسعى الدراسة الموالية إلى استعراض أنموذج من هذه الكتب التي ألفت حول "مدرسة الكوفة" منهجا وأسس وخصائص، وبما يكفل عرض ما جاء فيه وتوجيه بعض ما اعتراه من شطط فكري أو انتصار مذهبي غير منصف. القول بضرورة اتحاذ المدرسة الكوفية مرتكزا لتقعيد القواعد.
|