المستخلص: |
لقد أصبح من اللازم التفكير جديا في السبل الكفيلة للارتقاء بالمنظومة التعليمية، لكونها ضرورة للانخراط في مجتمع المعرفة والانفتاح على حضارة العصر، فقد غدت الحاجة اليوم ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في نظمنا التربوية إلي مازالت تجنح نحو التقليدية في مناهجها وبرامجها وطرق تدريسها، فالتطورات الدولية الحاصلة فرضت على جميع المستويات أن تعطى الكلمة الآن للتقنية وما يرتبط بها من وسائل الاتصال والتواصل، حتى نتمكن من مواكبة التطور، ونضمن بذلك تأمين جودة النظام التعليمي والارتقاء هذه المنظومة. وتعد "البيداغوجيا المعاكسة"la pédagogie inversée من أحدث المقاربات التربوية التي تعتمد على الاستفادة من الطفرة المعلوماتية، وما حققته من قفزة نوعية في الرفع من جودة التعلمات في العديد من الدول التي تبنتها في مناهجها الدراسية، وما أفرزته من نتائج كمية ونوعية. ويعود فضل ظهور هذه المقاربة لأستاذ الفيزياء جامعة هارفارد Harvard الأمريكية إريك مازير Mazur Eric في تسعينيات القرن الماضي، فقد تبنت دول الاتحاد الأوروبي وكندا هذه البيداغوجيا منذ 2007 م في مناهج التعليم الابتدائي والثانوي حصوصا في اكتساب اللغات الأجنبية، وتمكن هذه البيداغوجيا من إعادة النظر في العملية التعليمية - التعلمية وتكييفها مستوى المتعلمين وحسب الأهداف المخطط لها، والانتقال من نموذج تقليدي يركز على المدرس إلى نموذج حديث يتمحور حول المتعلم لتلبية حاجياته الفردية، وتشجيعه على التعلم الذاتي، وذلك من حلال توظيف مجموعة من الوسائط الرقمية. وستسعى الورقة البحثية المزمع تقديمها إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية: - ما مرتكزات هذه المقاربة ومنطلقاتها؟ - وما آليات تفعيلها وتطبيقها في تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها؟ - وما النتائج المتوقعة حصدها؟
|