المستخلص: |
تعد اللغة العربية واحدة من اللغات الأكثر تداولا وانتشارا في العالم، لكنها تفوق غيرها كونها لغة كتاب منزل: لغة القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله الكريم بلسان عربي مبين. ولأنها كذلك فقد كان لها شأن عظيم في نفوس المسلمين، لهذا أقبلوا على تعلمها وتقعيد علومها سعيا إلى فهم معاني القرآن والحديث، كما عملوا على تعليمها لغير العرب من المسلمين، الذين أقبلوا على ذلك بحب شديد، حتى إن كثيرا من أعلام هذا الدين وعلمائه من غير العرب، الذين تعلموا اللسان العربي، قدموا للأمة الإسلامية ما لا يسع حصره من العلوم والمعارف، بل ساهموا في نهضتها العلمية الشاملة التي جعلت المسلمين سادة العالم زمنا طويلا. وقد قدمت هذه اللغة صورة اجتماعية وحضارية راقية للعالم في القرون الوسطى، في الشرق والغرب الإسلاميين، لذلك صار الإقبال على تعلمها أمرا مطلوبا لدوافع شتي. على الرغم من موجة التخلف التي عصفت بالعالمين العربي والإسلامي، في العصر الحديث، إلا أن اللغة العربية مازالت تحافظ على غناها، وتحمل أصالة تراثها الإنساني، وتشهد على دورها الرائد في صناعة جزء كبير من الحضارة الإنسانية، لذلك ما زال إقبال الأجانب على تعلمها إقبالا متزايدا لأسباب اقتصادية وسياسية وثقافي. توازيه رغبة أهلها في تعليمها رغم محدودية الإمكانيات والجهود. والحقيقة أن هذا الأمر، على علاته، يسترعي الانتباه ويستدعي الاهتمام، غير أن ما يجب التنبيه إليه والتركيز عليه، أن تعليم العربية للناطقين بغيرها لابد أن يعمر عبر مسارين أوليين وضروريين هما التعرف على المجتمع العربي والإسلامي أولا، والتعرف على الخصائص الحضارية التي شكلته، لأنهما المعبر الأساس الذي يسلم إلى تعلمها تعلما سليما ونافعا.
|