ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







استثمار اللسانيات فى تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها

المصدر: أبحاث المؤتمر السنوي العاشر: تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعات والمعاهد العالمية
الناشر: معهد ابن سينا للعلوم الانسانية ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية
المؤلف الرئيسي: حاكم، عمارية (مؤلف)
المجلد/العدد: مج2
محكمة: نعم
الدولة: فرنسا
التاريخ الميلادي: 2016
مكان انعقاد المؤتمر: باريس
رقم المؤتمر: 10
الهيئة المسؤولة: معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية
التاريخ الهجري: 1437
الصفحات: 401 - 428
رقم MD: 917267
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

26

حفظ في:
المستخلص: قال تعالى في حكم تتريله: (ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة المائدة، الآية 125. نلمس في هذه الآية الكريمة دعوة إلى معاملة الناس معاملة لينة وطيبة وحسنة، وأن نخاطبهم كذلك برفق ولين إذا ما كان قصدنا استقطابهم أو تحبيبهم إلى سبيل الله، وأول هذه السبل هو العلم والتعليم، والتعليم لا يكون إلا بالحكمة والنصيحة والمجادلة الحسنة، تلك الي تحبب بدلا من أن تنفر، قال تعالى مخاطبا رسول الكريم : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) سورة آل عمران، الآية 159. وعملا بقوله تعالى يجب أن نقدم اللغة العربية في طبق نظيف وجميل، وأن لا نبدأ بتعليم الآخر غير الناطق باللغة العربية تعاليم الدين الاسلامي، بل لابد أولا من إبعاد الدين عن اللغة، إذ ما يهمنا هو أن نحبب اللغة العربية للآخر، لأن أهدافنا ومساعينا هي نشر اللغة العربية في كل بقاع العالم وعلى أوسع نطاق، وذلك لا يأتي أكله إلا إذا تمكنا من تحبيب هذه اللغة إلى كل سكان العالم، ومجال اللسانيات - من منظورنا- هو المجال الأكثر رحابة لتحقيق هذه المقاصد، لماذا؟ لأن معظم الطلاب خاصة طلاب اللغات هم على اطلاع بالمبادئ اللسانية من دي سوسير إلى نوام تشومسكي إلى جاكبسون إلى بيرس إلى بلوم فيلد إلى رولان بارث إلى أوستين إلى سيرل إلى أركيوني، ومن ثم إلى إيزر وهاوس وكذلك بيرلمان وغيرهم من العلماء البارزين الذين باستثمار نظرياتهم (اللسانيات العامة، النحو الوظيفي، نظريات التواصل، إلى السيميائيات، إلى المثير والاستجابة، إلى النظرية النقدية البنيوية، إلى أفعال الكلام، نظريات المقاصد، نظريات القراءة والتلقي، نظريات الحجاج...). كل هذه النظريات لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل في تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها فإنها ستعطي ثمارها بامتياز. لماذا؟ لأن الطلبة الذين نود تعليمهم اللغة العربية لا يعرفون المصطلحات العربية (اللفظ والمعني، نظرية النظم كما عند عبد القاهر الجرجاني، ولا نحو سيبويه، ولا بلاغة القرطاجي، ولا صوتيات ابن جني...)، وإنما يعرفون (الدال والمدلول، العلامة والإشارة، المثير والاستجابة، المرسل والمرسل إليه، التلقي والتواصل...)، إذن لنقرب إليهم اللغة العربية في قالب يستوعب مكتسباهم القبلية، وحين التأكد من ربطهم لما تعلموه في لغاتهم الأم يمكن بيسر مقارنتها مصطلحات اللغة العربية، وبالتالي يسهل على مدرس اللغة العربية الناطقين بغيرها أن يزودهم بنصوص من تراثنا العريق والغني توافق نصوصا درسوها في لغاتهم، وكأننا نقوم بمقارنة بين العربية واللغات الأجنبية، والقصد من ذلك هو أن نكشف لهم أن اللغة العربية ليست لغة تخلف بل إنها لغة علم وعلوم ونستدل على ما نقدمه لهم بذكر أبرز علمائنا الأجلاء في معظم الحقول المعرفية كـ (الخليل بن أحمد الفراهيدي، أبي الأسود الدؤلي، سيبويه، ابن جني، عبد القاهر الجرجاني، ابن سينا، الخفاجي، ابن خلدون...) وغيرهم من العلماء. على أن نحفزهم بجوائز قيمة عن طريق مسابقات علمية في الميدان حول إتقان اللغة العربية، بعدما نتأكد من نجاحنا في هذه المهمة، نكون قد قدمنا للغة العربية، لغة القرآن خدمة جليلة، وذلك أن الإنسان متسم بالفضول والرغبة في الاطلاع على ثقافة الآخر من خلال إنتاجه الفكري ومعتقده الديني، كما أن هذه الرغبة ستحفزهم على معرفة تعاليم كتاب الله، وبالتالي يمكنهم اعتناق هذا الدين دون عنف ولا معركة مدمرة أو مشردة. إذن معركتنا هي معركة لغوية بامتياز، وهذا العمل يتطلب منا وضع برنامج أولي لتيسير عملية الاكتساب: التعبير بلسان فصيح، الخط العربي الواضح، القراءة بصورة بسيطة وفصيحة، الإمـلاء مع التركيز على مخارج الأصوات، تعليمية النحو العربي (جمل اسمية وأخرى فعلية بسيطة...)، وكل هذا يجب أن يتم باستخدام وسائل الاتصال التكنولوجية التي من ميزاتها أنها تيسر عملية الاكتساب وتبسطها لأنها تعتمد على حاستي البصر والسمع.