المستخلص: |
تعد عملية تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعات والمعاهد العالمية، عملية معقدة ومتشابكة لأنها تقوم على طرفين مختلفين في الإلقاء والتلقي، وهما المعلم والمتعلم، ويشكلان ثنائية العملية التواصلية التي اهتم بها الدارسون مختلف توجهاتهم اللغوية والمعرفية. ولقد أسهمت البحوث التداولية الحديثة في إثراء التعليم، إذ ركزت على أن التعليم لا يقوم على تعليم البنى اللغوية دون الممارسة الميدانية التي تسمح للمتعلم بالتعرف على قيم الأقوال وكميات الكلام، ودلالات العبارات في بمجال استخدامها، وأغراض المتكلم ومقاصده، وعدت البعد التداولي للغة (مارستها واقعا) أحد أهداف العملية التعليمية (1)، بالتركيز على تدريس وتعليم اللغة كنظام للتواصل، في قواعده المعرفية وعلاماته الدلالية وكيفياته المختلفة عند الاستعمال في العملية التخاطبية، أي أنها تعالج قوة التأثير في الآخر وكيفية إقناعه، وبيان المقاصد المراد تحقيقها.
|